8
يقرع فيها الخليفة أشد تقريع ويجترئ عليه أقبح اجتراء.
وهذه مؤامرة مجرمة يكشف أمرها فيحاج أفرادها - بغير السيف - ثم يطلق سراحهم فيؤلبون عليه الثوار ويكونون أول من يرفع علم الثورة في وجهه.
9
وتلك جماعة تحصبه وهو يخطب، فإذا خر صريعا حمل إلى منزله، وهذا ابن العاص يفاخره ويتطاول عليه فلا يدع له مجالا للقول، وتنتهي المناقشة بانكسار عثمان.
وهذا منشوره الذي كتب به في الأمصار ينبئ عن ضعفه وفرط لينه، إذ يقول: «والله لأفرشنكم عرضي، ولأبذلن لكم صبري، ولأستصلحنكم بجهدي، فلا تدعوا شيئا كرهتموه، ولا يعصى الله فيكم إلا استعفيتم منه؛ أنزل فيه عندما أصبتم حتى لا يكون على حجة!»
ومتى لان الخليفة للناس إلى هذا الحد صعب إرضاؤهم ووقف أطماعهم عند غاية لا يعدونها. (4-2) بطانة عثمان ونصحاؤه
أما بطانة عثمان ونصحاؤه فكان أكثرهم مداهنا؛ له مآرب يسعى إلى تحقيقها - كلفه ذلك ما كلفه - وكان بعض نصحائه أحمق، مكروها من الناس، ولنلم مسرعين بأهم نصحائه والمشيرين عليه، الذين لا يسع من يقرأ مصرع عثمان إلا أن يطيف بذهنه ما قام به كل منهم من الدور الخطير الذي أدى إلى مصرعه.
ونبدأ بأولهم:
مروان الأحمق
Page inconnue