فشل الكتيبة الأولى
فأمر شبيب الكتيبة الأولى أن تحمل عليهم، فحمل عليهم سويد فثبتوا له، حتى إذا غشي أطراف الأسنة وثبوا في وجهه ووجوه أصحابه، فطعنوهم قدما حتى انصرف.
وصاح الحجاج: «يا أهل السمع والطاعة هكذا فافعلوا. قدم كرسي يا غلام.»
فشل الكتيبة الثانية
وأمر شبيب قائد الكتيبة الثانية «المحلل بن وائل» أن يحمل، فكان نصيبه من الفشل مثل ما مني به سلفه.
فشل الكتيبة الثالثة
فلما رأى شبيب فشل سابقيه حمل على أعدائه في كتيبته فثبتوا له حتى إذا غشي أطراف الرماح وثبوا في وجهه فقاتلهم طويلا، ثم إن أهل الشام طعنوه قدما حتى ألحقوه بأصحابه.
الهزيمة الشاملة
فلما رأى شبيب هذا الفشل قال لأصحابه: «إنما شرينا الله، ومن شرى الله لم يكن يكبر عليه ما أصابه من الأذى والألم في جنب الله. الصبر الصبر، شدة كشداتكم في مواطنكم الكريمة.»
ثم جمع أصحابه فلما ظن الحجاج أنه حامل عليهم قال لأصحابه: «يا أهل السمع والطاعة، اصبروا لهذه الشدة الواحدة، ثم ورب السماء ما شيء دون الفتح.» فجثوا على الركب، وحمل شبيب - بجميع أصحابه - فلما غشيهم نادى الحجاج بجماعة الناس فوثبوا في وجهه، فما زالوا يطعنون ويضربون وهم مستميتون في القتال.
Page inconnue