فقال إبراهيم بن الأشتر لمصعب: «إن عبد الملك قد كتب إلي هذا الكتاب وكتب لأصحابي كلهم «فلان» و«فلان» بذلك. فادع بهم - في هذه الساعة - فاضرب أعناقهم واضرب عنقي معهم.»
فقال مصعب: «ما كنت لأفعل ذلك حتى يستبين لي ذلك من أمرهم.»
قال إبراهيم: «فأخرى.»
قال: «وما هي؟»
قال: «احبسهم في السجن حتى يتبين لك ذلك .»
فأبى، فقال له إبراهيم بن الأشتر: «عليك السلام ورحمة الله وبركاته ولا تراني - والله - بعد في مجلسك هذا أبدا.»
وقد كان قال له قبل ذلك: «دعني أدعو أهل الكوفة بدعوة لا يخلعونها أبدا. وهي ما شرطه الله.»
فقال له مصعب: «لا والله لا أفعل. لا أكون قتلتهم بالأمس وأستنصر بهم اليوم.»
قال: «فما هو إلا أن التقوا، فحولوا برءوسهم ومالوا إلى عبد الملك بن مروان فبقي مصعب في شرذمة قليلة.»
فجاءه «عبد الله بن ظبيان» فقال: «أين الناس أيها الأمير؟»
Page inconnue