الكوفة، ويقع الفاضل فى البطائح، وكربلاء من غربى الفرات فيما يحاذى قصر ابن هبيرة «١»؛ وأما سامّرا فإنها كلها فى شرقى دجلة، وليس «١» معها فى الجانب الشرقى ماء جار إلا نهر القاطول الذي يقرب إلى السواد ويبعد عنها، فأما ما يحيط بها فبرية، وعماراتها وأشجارها فى الجانب الغربى بحذائها، وهى ممتدة مع ما يتصل بهاء والدور نحو مرحلة لا ينقطع بناؤها، وهى مدينة إسلامية ابتدأها المعتصم واستتم بناءها المتوكل، وهى خراب ربما يسير الرجل فى مقدار فرسخ منها لا يجد بها دارا معمورة، وهواؤها وثمارها أصح من بغداد»
؛ وأما النّهروان فانها مدينة يشق نهر النهروان وسطها صغيرة عامرة، من بغداد على أربعة فراسخ، ونهر النهروان يفضى إلى سواد بغداد فيما يسفل عن دار الخلافة إلى إسكاف «٣» وغيرها من المدن والقرى، فإذا جزت النهروان إلى الدّسكرة خفّت المياه والنخيل، ثم يصير من الدسكرة إلى حد حلوان كالبادية المنقطعة العمارة، مفترشة منفردة المنازل والقرى حتى تدور على تامرّا وحدود شهرزور إلى حدّ تكريت؛ وأما المدائن فمدينة صغيرة جاهلية، قد كانت عظيمة فنقل عامة أبنيتها إلى بغداد، وهى من بغداد على مرحلة، وكانت مسكن الأكاسرة وبها إيوان كسرى إلى يومنا هذا، وهو إيوان عظيم معقود من آجر وجص، ليس للأكاسرة إيوان أكبر منه، ولم نكثر من وصف بغداد لاشتهار وصفها عند الخاص والعام «٤»، فاكتفينا من وصف بغداد بجملة يسيرة ذكرناها لئلا يطول به الكتاب «٥»؛ وبابل قرية صغيرة إلا أنها أقدم أبنية العراق، وينسب ذلك الإقليم إليها لقدمها، وكان ملوك الكنعانيين وغيرهم يقيمون بها، وبها آثار أبنية تشبه أن تكون فى قديم الأيام مصرا عظيما، ويقال إن الضحاك أول من بنى بابل، وكوثى «٦» ربّا يقال إن ابراهيم الخليل ﵇ بها طرح فى النار، وكوثى اثنان: أحدهما كوثى الطريق والآخر كوثى «٧» ربا، وبكوثى ربّا إلى هذه الغاية تلال عظيمة من رماد، يزعمون أنها، نار نمرود بن كنعان، التى طرح فيها ابراهيم ﵇؛ والجامعان منبر صغير حواليها رستاق عامر خصب جدا؛ والمدائن من شرقى دجلة من بغداد
النص / 60