هذا؛ ومنذ منتصف القرن السادس ق.م إلى ختام مدة حكم الفرس، لم يدون التاريخ حوادث ذلك العهد، وإن كان هناك ما يدل على أنه قد وجد فيه مفتاح ظهور التاريخ المكتوب في التوراة، كما عرف أنه قد نفي بعض اليهود على حين بقي أكثرهم.
وبعد مضي نحو 40 عاما منذ تدمير «أورشليم» ظهر في الشرق حكم آخر تولاه سيروس العظيم، وسقطت بابل 539ق.م. وقد استرعى اهتمام الأنبياء منذ يومئذ تقدم نهضة سيروس مؤمنين أنه من أثر سقوط بابل أن يستردوا كينونتهم؛ ولذا قابله اليهود هاتفين مبتهجين مرحبين، بعد أن كان الأنبياء يلحظون في الماضي، مجيء الآشوريين والكلدانيين.
ولئن كان سيروس نفسه ليس بالإيراني الأصيل، وليس من عباد يهوا، فقد كان يتسامى فيما يتصل بعقائد رعاياه وأقوام مملكته.
وكانت فلسطين تحت حكم الفرس، متأثرة بسير الحوادث في فينيقيا ومصر. ومن هذا حين كان قمبيز بن سيروس يجهز حملته على مصر متخذا أساطيل فينيقيا وقبرص وإبل العرب.
وقد سجل التاريخ لليهود قيامهم بحركة أبدوا فيها شعورهم الديني في السنة الثانية من حكم داريوس؛ أي في 520ق.م. على أن التاريخ لم يبين لنا هل كان اليهود يرمون إلى الاستقلال أم إلى كسب امتيازات مقابل عدم اشتراكهم في الثورة التي قامت ضد الفرس في جهات عديدة.
كذلك قامت في آخر حكم داريوس ثورة عليهم في مصر، أخمدها إكسركس
Xerxes «485-465ق.م»؛ ذلك أنه لم يتابع سياسة التسامح التي كان يجري عليها من سبقوه.
وقد ظهر أزرا ونحميا في حكم الملك أرتاكسيرسيس لونجيمانوس «465-423ق.م» كمصلحين.
وقد استعادت مصر استقلالها منذ دب دبيب الضعف في جسم الدولة الفارسية، فقد ظهرت في عهد أرتاكسيركسيس الثالث «359-338»، الثورة في مصر وفينيقيا وقبرص فقمعها مرتكبا الفظائع.
1
Page inconnue