كذلك زار مندوبو الاتحاد بعض بلاد الشرق الأوسط تعميما لفروع الاتحاد وتقوية للروابط العديدة. وكان أهم قراراته دعوته لعقد مؤتمر عربي شامل في القاهرة تأييدا لقضية فلسطين، وتفنيد المزاعم الصهيونية. (4) جمعية الوحدة العربية
تألفت في 1944م من بعض المجاهدين العرب أمثال سكرتيرها العام، أسعد داغر بك، وعبد الرحمن عزام بك، وعبد الستار الباسل بك. أما مبادئها فهي تقوم على: (1) أن البلاد العربية تشمل البلاد التي بين المحيطين الأطلسي والهندي، ويتكلم سكانها بالعربية، ويتأدبون بالآداب العربية، ويعتزون بعزتها. و(2) أن البلاد العربية وطن واحد، وكل تقسيم طرأ عليها بالقوة لا تقره الجمعية. و(3) أن الأمة العربية ترفض الاستعمار في جميع صوره وأشكاله وجهاته وأسبابه، وتناصر الحرية. و(4) أن الوحدة العربية حاجة طبيعية. (5) أمنية نرجو تحقيقها
ولقد كنا نود أن يتحقق، مع نصر الحلفاء، حل مسألة فلسطين، وأن نختتم كتابنا بهذه البشرى، غير أن الأحداث تجري الآن في طريق إثارة عواطف الإرهاب والشقاق،
2
وكما أن المؤتمر الصهيوني العالمي قد جهر بالمطالب التي أشرنا إليها، اتجه مجلس جامعة الدول العربية إلى تأييد وجهة نظر العرب. وعلى هذا تتأزم هذه القضية مرة أخرى. ومهما يكن من شيء فإننا نقول: «اشتدي أزمة تنفرجي.» (6) اليهود ليسوا شعبا
في ص18 من كتاب «نماذج بشرية» تأليف ر. و. فيرث، بعد أن فرق بين «الأمة» و«الشعب» الذي هو أصل جنس ما لم يختلط بالأجناس الأخرى ويؤلف منها أمة، قال المؤلف: وأي شيء يكون اليهود؟ عند كثيرين أنهم جماعة شعب، وأن الإنسان يستطيع أن يتبين اليهودي من النظر إلى هيئته الطبيعية. غير أن البحث قد أثبت أن هذا ليس صحيحا على إطلاقه، فقد ثبت أن يهود بلد ما يختلفون اختلافا كبيرا عن يهود البلاد الأخرى.
وبعد أن دلل المؤلف على ما يتميز به بعض اليهود عن بعضهم الآخر تبعا لاختلاف الأماكن من حيث لون البشرة والقوام والسحنة والعيون، تساءل إذا لم يكن اليهود شعبا، فأي شيء هم إذن؟ وأجاب على هذا بأنهم جماعة، اتحدت آداب أفرادها وتقاليدهم وديانتهم، مشتركون إلى حد ما في الأماني وأسلوب الحياة، ثم إن ظروف حياتهم الاقتصادية إلى هذا قد أرغمتهم على أن يحتفظوا بوحدتهم، وذلك بإقامتهم في أحياء خاصة، وبإيثارهم الزواج من نسائهم، وبتحديد المهن التي يمارسونها، خاصة التجارة. (7) تصريح الرئيس ترومان بتأييد الصهيونية
في 17 أغسطس سنة 1945م أذاع المستر ترومان - رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية - تصريحا، جاء فيه: إن بلاده تريد دخول أكبر عدد من اليهود إلى فلسطين، وإقامة دولة يهودية ... إلخ. وقد قابل اليهود هذا التصريح في اغتباط وابتهاج وثناء، وفي 18 أغسطس أذاعت وكالة الأنباء اليهودية بيانا قالت فيه: «إننا نقدر اعتراف الحكومة الأمريكية بالرغبة العادلة في جلب أكبر عدد من اليهود إلى فلسطين، وفي إنشاء دولة وطنية لهم فيها، ثم تشير الوكالة اليهودية إلى أن مسألة فلسطين تعني أولا وقبل كل شيء الشعب اليهودي، وعرب فلسطين والدول الكبرى، وليس للبلاد المجاورة لفلسطين علاقة بفلسطين أكثر مما لغيرها من بلاد الدول المتحدة؛ وذلك لأن مشكلة فلسطين واحدة من مشكلات دولية كثيرة يجب أن تراعى في حلها العدالة والمساواة، وأن ينفذ هذا الحل بكل حزم. وترى وكالة الأنباء اليهودية أنه ليس لما يقال عن ضرورة وجود قوات عسكرية كبيرة، في فلسطين خاصة، أية علاقة بحقيقة الحالة فيها، فإذا صح ما يقال الآن من أن الدول الكبرى تنظر في مسألة مستقبل فلسطين فإن الوكالة اليهودية التي تمثل الشعب اليهودي في جميع الشئون الفلسطينية تطالب بأن تكون طرفا في جميع المباحثات والمفاوضات على قدم المساواة مع أية حكومة وطنية.»
وفي يوم الأحد 19 أغسطس سنة 1945م أفضى عبد الرحمن عزام بك الأمين العام لجامعة الدول العربية للصحف بما يأتي:
أبلغني الآن وزير أمريكا المفوض بمصر نصا لتصريح الرئيس ترومان، وهو كما يأتي:
Page inconnue