La question orientale et la conférence de Paris
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
Genres
كان الروس من ناحيتهم مستعدين لقبول الصلح، فلقد ساءت حالهم الاقتصادية والحربية، ومات نيكولاس في 2 مارس، وبذلك زالت أكبر عقبة في سبيل الصلح، فلقد كان خليفته الإسكندر الثاني أكثر اهتماما بمصالح روسيا الحقيقية من اهتمامه بمكافحة الثورات في أوروبا.
ولقد عقد مؤتمر للصلح في فينا بالرغم من كل شيء في 15 مارس، وفيه رفض الروس تحديد قوتهم البحرية في البحر الأسود، واقترح درون دي لوي تفسير نقطة 3 بحيدة البحر الأسود، وأجل المؤتمر شهرا ثم عاد إلى الانعقاد في 17 أبريل، ووجد الحلفاء أن روسيا لن توافق على تفسيرهم، وظهر أيضا أن النمسا ليست مستعدة للدخول في حرب لفرض هذا التفسير على روسيا، ولكنها - أي النمسا - وضعت مشروعا جديدا بأن يسمح لروسيا بأسطول كبير في البحر الأسود، وأن يسمح في نفس الوقت لأساطيل الحلفاء بدخول ذلك البحر، وقبلت الدولتان المتحالفتان ذلك الرأي، ولكن زيارة نابليون لإنجلترا ومشورة المارشال فيانت
Vaillant
بينت له أن قبول أي صلح ليس في صالح فرنسا.
ولذا في 4 يونيو رفض الروس في مؤتمر فينا مقترحات الحلفاء في تحديد قوات روسيا البحرية في البحر الأسود؛ ولذا انفرط عقد المؤتمر، ولم تدخل النمسا الحرب؛ انتصارا لحلفائها.
فشلت الدبلوماسية إذن، واضطرت إنجلترا وفرنسا إلى العودة إلى الحرب وهاجم الحلفاء سباستبول، فسقطت في 8 سبتمبر، وبذا انتصرت الدولتان في حرب القرم، ولكن الحلفاء كانوا في حيرة، كيف يهاجمون روسيا بعد ذلك، ولم يكونوا يدرون ماذا ستكون طلباتهم بعد كسب انتصارات أخرى.
فكر الحلفاء في مهاجمة قواعد روسيا الأخرى في البحر الأسود والبحر البلطي، وحرمان روسيا من شواطئها.
كان بالمرستون لا يرى بأسا من استمرار الحرب حتى تقهر روسيا تماما، ولكن نابليون الثالث كان قد مل الحرب، ويريد استصلاح روسيا. فكر نابليون في مبدأ الأمر في إثارة موضوع بولونيا، ولكنه وجد أن إثارة هذا الموضوع سيضم بروسيا والنمسا إلى جانب روسيا، ويعيد إحياء الحلف المقدس من جديد.
وكان مورني
Morny ، أحد المغامرين المحيطين بنابليون، يرى استصلاح روسيا، وعقد حلف معها، فحلف مع روسيا سيطلق يد فرنسا في أوروبا، ولما علم بول بهذه المحاولة؛ محاولة التفكير في عقد حلف روسي فرنسي، أسرع وقرر أن تفرض النقط الأربع كما فسرها الحلفاء، على روسيا، وقدم بذلك إنذارا إلى روسيا، وقرر اشتراك الدول الثلاث في ضمان سلامة الدولة العثمانية، وقبل الإنجليز والفرنسيون ذلك الموقف، وفسر بول النقطة الأولى في صالح النمسا، فتقتطع بسارابيا من روسيا، وبذلك تبعد روسيا من مصب الدانوب، وفسرت النقطة الثالثة بحيدة البحر الأسود، كما أراد درون دي لوي، فلقد اختفت القوة البحرية الروسية في البحر الأسود، وقرر الحلفاء أيضا ألا تكون لتركيا قوة بحرية في البحر الأسود ببعض التحفظات، وأرسل الإنذار النمسوي إلى روسيا في 15 ديسمبر، وحاول الروس المساومة فرفضها بول في 5 يناير 1856، واجتمع المجلس القيصري في 15 يناير، وبين ملك بروسيا للقيصر الروسي أهمية التسليم، واقترح الوزير الروسي جورتشاكوف رفض الإنذار النمسوي، ولكن نسلرود رأى عكس ذلك وضرورة قبول شروط النمسا. كانت النمسا تخشى من اتفاق روسيا وفرنسا أن يصبح الفرنسيون أحرار التصرف في إيطاليا، وكان هذا الدافع وراء الإنذار النمسوي الذي قدم لروسيا.
Page inconnue