ثم رجل الدين. وفي بعض القرى يوجد نجارون ونساجون وسقاءون وباعة البترول والزيت، هذا إلى تفشي الأمية وتفاهة النظرة إلى الحياة كما كانت من قبل، عدا الطبقات القليلة المستنيرة، وستظل الحياة القروية مقيدة بالطقوس الدينية والتقاليد والمواسم والحفلات المتوارثة والأمطار والمجاعات وأحوال الطقس القاسية والأسواق.
وفي السند كان أكبر يأخذ جزءا من المحصول مقابل الضريبة. أما في الجهات الأخرى فكانت هناك قواعد تنظم تقدير الضرائب وتحصيلها كأن تكون بقيمة ثلث متوسط المحصول في عشر سنوات، كذلك كانت هناك ضريبة كبيرة على الملح منذ عهد الموريين حين كانت الحكومة تحتكر الملح وتفرض عليه ضرائب ترانسيت وضريبة التوريد وكان احتكارا ملكيا في عهد أسرة جويتا. وكذلك كانت هناك ضريبة الترانسيت في عهد المغول كبيرة في البنغال وكانت تؤجر مقابل مبلغ سنوي.
فكرة توحيد الهند
هذا وترجع فكرة توحيد الهند وإقامة دولة تحكمها كوحدة إلى عهد بعيد، وقد وفق أكبر في تحقيق هذه الوحدة إلى حد كبير. «راجع ص433 الجزء الثاني من كتاب الأعمال السياسية والحربية في الهند، تأليف برينسيب طبعة أدنبره 1825، وص49 و50 من كتاب صنع الهند، تأليف يوسف علي».
وقد نشطت الحركة الأدبية والعلمية في الجزء الأول من عهد المغول خاصة في عهد أكبر، الذي ظهر فيه مثل الشاعر الشيخ أبو الفايز الفيظي الذي كان شعره عن أربعين سنة وكان جوادا معطاء؛ وكذلك راج الرسم والنقش الذي كان أكبر يقيم له المعارض الأسبوعية، ثم غلب على الفن الطابع الهندوسي منذ زاد عدد الفنيين الهندوس وفي مقدمتهم داسونث وبازاوان وكيسير وماسكين على الإيرانيين في القصر الإمبراطوري والنقوش محفوظة بخط اليد. (راجع من أجله كتاب «رسامي القصر عند المغولي الكبير أكبر» تأليف لورنس بنيون، طبعة جامعة أكسفورد 1921، وص222 من الجزء الأول من عين الأكبر، وتاريخ الفن الرفيع في الهند وسيلان، تأليف ف.أ. سميث بمراجعة ك دي ب كوردينجتون، طبعة أكسفورد 1930).
بعد أكبر
تولى الملك سليم وهو آخر من بقي من أبناء أكبر، وكان في السادسة والثلاثين باسم نور الدين محمد جهنجير پاد شاه غازي في 17 أكتوبر 1605؛ أي بعد مضي أسبوع على إقامة الحداد على وفاة أكبر. وقد استهل جهنجير عهده بإلغاء ضرائب الترانسيت والجمارك وبقمع ثورة ابنه خسرو، وفي 1611 تزوج جهنجير ميهير أنيسا أرملة أحد حكام الإقطاعيات في البنغال، وقد قتل بعد أربعة أعوام لخيانته، وقد أطلق على الزوجة اسم نورجهان؛ أي نور الدنيا التي طغى نفوذها وإرادتها على شخصيته، وكانت في الرابعة والثلاثين يومئذ ممتازة بالكرم والثقافة والذكاء والذوق السليم، وكانت تصحب زوجها في صيده وركوبه، وكان اسمها يوضع إلى جانب اسمه على النقود وتوقيعها على الأوامر والقوانين إلى توقيعه.
وقد قمع جهنجير الثورات التي قامت في التبت والدكن وانتصر في 1613 على البرتغاليين، على أن المنافسة بين ورثة العرش - خاصة بين خسرو الذي كان الأشراف يؤيدونه وبين خورام الذي كان يؤيده حزب الملكة - هددت حياة الإمبراطور بالاغتيال والإمبراطورية بالقلاقل، فلما مات خسرو خلفه قاتله خورام باسم شاه جيهان منذ 1621 حين كان جهانجير على فراش المرض ولم تعلن وفاة خسرو إلا في أوائل 1622. (راجع 318 تاريخ جهانجير وحكم المغول في الهند وتاريخ الهند، طبعة أكسفورد).
ثم استولى جهانجير على كانجرا الهندوسية بعد أن حاصرها 14 شهرا.
شاه جيهان
Page inconnue