فأما القسيسون فهم ألوف وألوف من الرجال والنساء، يحملون بأيديهم عصيا طويلة يعلوها صليب نحاسي أو فضي.
وترى فوق رءوس القسيسين العمائم البيضاء من «الشاش» الرقيق كتلك التي يتخذها الناس في مصر؛ لذلك كان الأحباش إذ يرون البعثة المصرية الدينية وعمائمها البيضاء يقولون: هؤلاء قسيسون مسلمون.
وترى الكنيسة والناس من حولها خاشعون ينظرون من طرف خفي، ويبلون ثرى جدرانها بالقبلات الحارة. (21) إمبراطور الحبشة صحفي ومدير مطبوعات
قال قنصل تركيا العام في أديس أبابا - وكان يقضي إجازته في تركيا - لرجال الصحافة في استانبول من حديث لهم معه إنهم يمكنهم أن يعدوا النجاشي زميلا من زملائهم.
وكان مما أخبرهم به أنه تظهر في أديس أبابا ست جرائد، اثنتان منها تحرر بالفرنسوية وواحدة باليونانية، وواحدة بالإيطالية، وواحدة بالحبشية. قال: والإمبراطور نفسه يشرف على الصحيفة الأخيرة المسماة «بهانينا» ويحرر يوميا مقالتها الافتتاحية.
والنجاشي يشرف مع هذا على مكتب الصحافة وأقلام النشر والدعوة الحكومية، وهو يحرص كل الحرص على أن يستقي مندوبو الصحافة الأجنبية ومراسلوها المعلومات التي من شأنها أن تعزز نفوذ الإمبراطورية وتعود عليها بالذكر الجميل. (22) من الملكة فكتوريا إلى النجاشي
كان الفونغراف في عهد الملكة فيكتوريا لا يزال في مهده وكانت الأسطوانات لا تزال تعمل من الشمع، ومع ذلك سمحت تلك الملكة العظيمة بأن يحفظ صوتها بأسطوانة وهي تلقي رسالة بعثت بها إلى نجاشي الحبشة حينئذ - وكان الإمبراطور يوحنا كاسا - تتمنى فيها الخير له ولبلاده.
وحفظت هذه الأسطوانة مدة ثم اختفى أثرها؛ فظن أنها أتلفت، ولكنه عثر عليها أخيرا في محفوظات شركة أديسون بك في لندن، ووجد أن فيها عطبا يسيرا فأصلحوه على أهون سبيل.
وقد طلب مجلس الإذاعة اللاسلكية البريطاني من جلالة الملك جورج الخامس أن يسمح لهم بإذاعة هذه الأسطوانة في أنحاء العالم، فإذا تفضل جلالته وسمح بذلك سمع العالم قريبا صوت الملكة فكتوريا يتردد على أسماعهم بعد أكثر من نصف قرن. (23) المحكمة التجارية وسوق الحبشة
سوق «الجباية»: وهو سوق أديس أبابا الذي يعقد كل يوم سبت محكمة تجارية تعقد فيه.
Page inconnue