ومثل القاضي أبي يعلى (١) إمام الحنبليّة، ومثل أبي محمد بن أبي زيد (٢) إمام المالكيّة.
وصنف القاضي أبو بكر ابنُ الطيِّب (٣) فيهم كتابًا، في كشف أسرارهم، سماه: "كشف الأسرار وهتك الأستار" (٤) .
_________
(١) هو محمد بن الحسين بن الفراء، أبو يعلى قاضي الحنابلة ولد سنة ٣٨٠ هـ وقرأ القرآن بالروايات العشر مع المعرفة البالغة في الحديث والفقه، كان دينا ذا عبادة وتهجد، له تصانيف كثيرة: كإبطال التأويلات، والعدة في الأصول، والروايتين والوجهين في المذاهب توفي سنة ٤٥٨ هـ أبناؤه علماء حنابلة ﵏ جميعًا. ولما سئل شيخ الإسلام عن أبي يعلى وغيره من العلماء أجاب في المجموع ٢٠/٤٠ (إنهم على مذهب أهل الحديث ليسوا بمقلدين لواحد بعينه من العلماء ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق، بل يميلون إلى قول أئمة الحديث..وهؤلاء كلهم يعظمون السنة والحديث..) وربما كان له ميل إلى الكلامية الصفاتية والله يغفر له. انظر جامع الرسائل ١/١٢٧ والمنهاج ٥/٣٦٠ و٤١٢. وانظر النبلاء ١٨/٨٩ وطبقات الحنابلة ٢/١٩٣ - ٢٣٠ وتاريخ بغداد ٢/٢٥٦ وما بعدها، ومناقب أحمد لابن الجوزي ص ٥٢٠، والوافي بالوفيات ٣/٧.
(٢) هو أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي زيد القيرواني، عالم المغرب، الملقب بمالك الصغير، ولد سنة ٣١٠ هـ أثنى عليه الذهبي فقال: كان ﵀ على طريقة السلف في الأصول، لا يدري الكلام ولا يتأول فنسأل الله التوفيق. أشهر مؤلفاته: الرسالة في معتقد أهل السنة، مطبوعة ولها شروح عديدة منها المطبوع والمخطوط توفي سنة ٣٨٦ هـ أثنى عليها شيخ الإسلام في مواضع. ومنها المجموع ٥/١٨٢-١٨٣ فقال (كلام المالكية في ذم الجهمية النفاة مشهور في كتبهم، وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات - أي الصفات وأمور الغيب - كثير مشهور، حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه، وابن أبي زيد إنما ذكر ما ذكره سائر أئمة السلف، ولم يكن من أئمة المالكية من خالف ابن أبي زيد في هذا، وهو إنما ذكر هذا في مقدمة الرسالة لتلقن لجميع المسلمين، لأنه عند أئمة السنة من الاعتقادات التي يلقنها كل أحد ...) النبلاء ١٧٧/٢١٠ الديباج المذهب ١/٤٢٧، ترتيب المدارك ٤/٤٩٢، شجرة النور الزكية ١/٩٦ فهرست ابن خير ٢٤٤.
(٣) هو أبو بكر محمد بن الطيب بن الباقلاني المتوفى سنة ٤٠٣ هـ صاحب التواليف، ومضرب المثل في ذكائه وفهمه، له مع ملك الروم قصص في هذا، من كبار علماء الأشاعرة الكلابية ومنظريهم، كان ذا ردود على الباطنية والرافضة والجهمية والخوارج تقدر بسبعين ألف ورقة له التمهيد في إعجاز القرآن وغيرها كثيرًا ما يذكره شيخ الإسلام في تعداد كبار المتكلمين وسبق نقل شيء من كلام الإسفراييني فيه من درء التعارض للشيخ ٢/٩٥-١٠٢، وقال ﵀ في ترتيب الكلاميين في درء التعارض ١/٢٧٠ (وهذا كما أن العراقيين المنتسبين إلى أهل الإثبات من أتباع ابن كلاب كأبي العباس القلاني =
1 / 110