وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾ ١. فجمع تعالى الدين كله في هاتين الكلمتين ﴿نُجِبْ دَعْوَتَكَ﴾ فيه التوحيد لأنه الذي دعا إليه رسله، وفي قوله: ﴿وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾ العمل بكتابه واتباع رسوله ﷺ؛ لأن من اتبع كتابه ورسوله فقد اتبع الرسل جميعهم. فمن عمل بهاتين الكلمتين فيما كان طاعة لله ولرسوله فقد فاز ونجا، وحصل ما تمناه المفرطون يوم القيامة.
فالله الله في الاهتمام بهذا الشأن والقيام به حسب الإمكان ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ ٢.
[الصدقة على الفقراء تدفع العقوبة]
ومما يدفع الله به العقوبات، ويزيد به الحسنات: الصدقة على الفقراء والمساكين، كما قال -تعالى-: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ ٣، وقال -تعالى -: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ٤.
وقد ورد:"باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة"وفي الحديث:"اتقوا النار ولو بشق تمرة" ٥ والآيات والأحاديث في فضل الصدقة كثيرة، وهي من الباقيات الصالحات، وقد قال -تعالى-: ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ ٦.
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية، والعون على مرضاته، فإنه ولي ذلك والقادر عليه، ولا ملجأ منه إلا إليه، بالتوبة النصوح، والإيمان، والعمل الصالح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
_________
١ سورة إبراهيم آية: ٤٤.
٢ سورة هود آية: ٨٨.
٣ سورة الحديد آية: ٧.
٤ سورة المزمل آية: ٢٠.
٥ البخاري: الزكاة ١٤١٧، ومسلم: الزكاة ١٠١٦، والنسائي: الزكاة ٢٥٥٢،٢٥٥٣، وأحمد ٤/٢٥٦.
٦ سورة الكهف آية: ٤٦.
1 / 382