Problèmes Difficiles

Ibn Ahmad Farisi d. 377 AH
212

============================================================

212 المسائا المشكلة وقد جاءت في الجمل الخبرية أيضا الفاظ في غير الفعل والفاعل والمبتدأ وخبره، وذلك في الخبر قليل، وفي غير الخبر أكثشر، وذلك قولك في الخبر: هيهات زيد، فهذا كنزلة بعد زيد، ومن قوله عز وجل: هيهات هيهات لما توعدون) [المؤمنون: 36]، وقول الشاعر: فهيهات هيهات العقيق وأهله وهيهات وصل بالعقيق ثواصله(1) وقالوا: وشكان ذا(2)، وفي المثل: سرعان ذي إهالة، ومن ذلك ما حكاه سييويه من أن بعضهم قيل له: إليك، فقال: إلي، كأنه قال له: تنح، فقال: أتنحى، فحعل قوله: إلي اسما لأتنحى.

فأما (شتان) فقياسه أن يكون ك(سرعان) في ارتفاع ما بعده به ارتفاعه بالفعل، وسواء كان ذكر مفردا أو مثن كما أن فاعل (سرعان) كذلك، إلا أن الأصمعي لا يجيز شتان ما بينهما، حى يقول: شتان زيه وعمرو، أو شتان ما هما، فكأنه يجعل (ما) صلة، وكأنه لم يجز هذا لذهابه إلى أن (شتان) تثنية. حكى السكري عن الرياشي عن الأصمعي قال: يقال: جاعوا من شت، وقال رؤبة: ،. اجتبنه من شت قال: فمن ثم ذهب الأصمعي إلى فتح (شتان) في معنى التثنية، لأن واحدها شت، وهذا الذي ذهب إليه من أن ذلك تثنية بعيد، لانفتاح النون، ولأنه لو كان اسما غير مسمى به الفعل، لجاز أن يقدم ويؤخر، فيقال: شتان هما، وهما شتان، والبيت الذي أنشده أبو زيد في فتح النون في التثنية شاذ، من الناس من لا يقبله.

فأما ما يجيزه بالبغداديون من فتحها، فإنما يجيزونه إذا تقدمت النون الياء في الجر والنصب، وإذا كان كذلك لم يمتنع شتان ما بينهما.

9 اعلم أن الفاعل لا يجوز أن يكون جملة، ولا يجوز في الجمل في أن تقام مقام الفاعل، ولا مقام ما يجري محرى الفاعل، لأن الفاعل يكنى عنه، فلا يجوز قيام الجمل (1) البيت لجرير.

(2) وشكان مثل: سرعان، اسم فعل.

Page 212