Problèmes Difficiles

Ibn Ahmad Farisi d. 377 AH
208

============================================================

208 المسائا المشكلة فأما في باب الآحاد وأول الأعداد، فليس إلى التأنيث الواحد وتذكيره كبير حاجة، لأنه لا يضاف إلى المعدود كما يضاف سائر الأعداد، لأن لفظ المعدود يغيي عن ذلك بدلالته على العدد والنوع جميعا. ولا يكون إحدى في التأنيث لغة في (واحد) نحو: سلم وسلم، وريح وريح، لما تقدم من أن هذا الضرب من التأنيث يصاغ صياغة، ولا يكون للتأنيث فيه بناء ثابت قبل دخول علامة التأنيث عليه، كما يكون في التاع ولذلك لم ينصرف هذا النوع من التأنيث في النكرة لأن فيه الصياغة للتأنيث والعلامة له، فكأن المعنى قد تكرر فيه مرتين، كما أن الجمع كأنه قد تكرر في مساجد، وأكالب. وأما قوهم: الحادي والعشرون، فينبغي أن يكون مقلوبا في هذا الحد الفاء إلى موضع اللام، وهذا القلب في المعتل العين صالح الاتساع نحو: شاكي السلاح وهو من الشوكة، وفي معتل الفاء كأنه قل، وقد جاء قالوا: يثفه، وتثفوه، إذا خلفه، حكاه أحمد بن يچى فأما (حدا) فليس (وحد)؛ ألا ترى أن مضارعه: يحد، ومضارع حدا: يحدي: وروينا عن أحمد بن يجى عن ابن الأعرابي: واحد، وحد، وأحد معن، وهذه اللغات حكمها أن تكون في الذي هو اسم، دون الذي هو وصف، لأن الصفات الجارية على أفعالها تحري على سنن واحدة لا تتغير ولا تختلف إنما تتغير الأسماء ويغيروفا، ويدل على ذلك أيضا استعمالهم لاالأحد) في موضع (واحد) نحو قوهم: آحد وعشرون وقوله: إلا على أحد لا يعرف القمرا(1) فأما قول الهذلي: ....... أحدان الرجال له صيد..0.0.....

فإنه يكون جمعا لواحد الذي هو اسم، ولا يكون جمع الذي هو صفة، ونظير ذلك قولهم: غال وغلان، وحاجر وحجران، والذي هو وصف لا يكسر هذا التكسير.

(1) البيت لذي الرمة.

(2) أجزاء من بيت لمالك بن خالد الختاعي الهذلي.

Page 208