Problèmes Difficiles

Ibn Ahmad Farisi d. 377 AH
194

============================================================

المسائا المشكلسة و لم يكن سبيل إلى ترك علامة التأنيث في هذين الموضعين النسب والتثنية والامتناع من حذفها، أبدلت حرفا تبدل منه أيضا إبدالا مطردا. فلهذه المعاني حذفت التاء وألقيت، وأبدل من الهمزة الواو، ولم يحذف مع أن علامة التأنيث في (حمراء) حرفان، وعلامة التأنيث في (حمدة) ونحوه حرف واحد، فلو حذفت الهمزة من (حراء) لاحتجت أن تحذف الألف التي قبلها أيضا، وذلك أن الزيادتين زيدتا معا، ولم يزد أحدهما بعد الأخرى، فإذا حذفت إحداهما لزم حذف الأخرى، وليس حذف الحرفين كحذف الحرف الواحد، لأن حذفهما إخلال، وليس حذف الحرف الواحد كذلك: فأما ما ذكرنا من التناسب والتشاكل الواقع بين التثنية والنسبة، فمن ذلك: أن الاسم المنسوب إليه قد كان ينصرف قبل النسبة في الكلام في وجوه الإعراب الني تكون له، ثم زيد عليه الياءان لمعى النسب، فانتقل الإعراب الذي كان يكون في لام الاسم، أو ما أشبه لامه إلى الياع، وبني الآخر على ضرب واحد من الحركات.

وكذلك الاسم المثن، قد كان قبل أن يثنى ينصرف في وجوه الإعراب، فلما زيدت عليه الألف، لمعنى الثنية، كما زيدت الياعان، لمعنى النسب، انتقل الإعراب الذى كان يكون في لام الاسم أو ما أشبه لامه إلى آخره، وبني ما كان آخره قبل على ضرب واحد من الحركات، فثبتت اللام من الاسم المنسوب على ذلك، وكان حكم الإعراب أن تلحق الألف إذا صارت آخر الاسم، وصار الاسم المثنى به تاما، كما أنه في الاسم المضاف تلحق الياء إذا صارت آخر الاسم، وها تم الاسم، لكن لم تلحق الألف الحركة لامتناع ذلك فيها، فجعل في آخره النون عوضا من حركة الإعراب، والتنوين اللاحق للاسم، فلذلك قال سيبويه فيها: كأنه عوض من الحركة والتنوين فإن قال قائل: فهلا زعم أن النون عوض من التنوين فقط، دون حركة الإعراب، إذ في الاسم المثنى ما يدل على حركة الإعراب، ويقوم مقامها، وليس فيه تنوين، ولا ما يدل عليه، فكون النون بدلا من التنوين المعدوم، وهو نفسه وما يقوم مقامه دون الحر كة؟

قيل له: إلى هذا ذهب أبو العباس، فزعم أن النون بدل من التنوين فقط دون الحركة.

Page 194