Problèmes Difficiles

Ibn Ahmad Farisi d. 377 AH
191

============================================================

المسائا المشكلة الألف، وهي أقرب إلى الألف من الواو إليها، وقبل الهمزة ألف، فلو أبدل من الهمزة ياء لكان يجتمع حرفان كأهما من مخرج واحد وذلك مستكره عندهم؛ ألا تراهم يفرون منه إلى الإدغام أو الحذف ومع ذلك فإن الياء لم يكثر إبدال الهمزة منها كثرة إبدال الهمزة من الواو. ولم يكن إلى إبدالها من الألف سبيل، لأها لا تكون إلا ساكنة، وقبلها ساكن، وبعدها آخر، وهو الياء الأولى في الإضافة، أو حرف الإعراب في التثنية.

فهذا الذي ذكرنا من إبدال الواو مكان الهمزة غير الأصل في التثنية والإضافة.

هو الأصل الذي يجب أن يكون الزائد عليه دون الأصل.

ثم تبدل من الأصول بعد ذلك لوسائط حادثة من النوعين، وذلك أهم لما وحدوا الهمزة في (علباع) زائدة بعد ألف، وإن كانت منزلة الأصل، كما وجدوا همزة (حمراء) زائدة بعد ألف، أبدلوا منها الواو، إذ كانت زائدة كما أن هذه زائدة، وكانت بعد ألف، كما أن تلك بعد ألف: ولما كانت همزة (علباء) منزلة الأصل، ويثنى وينسب إليه غير مبدلة، كما أن (كساء) و (رداء) كذلك ثم أبدلوا الواو من (علباع) في الموضعين: الإضافة والتثنية أبدلوا من (كساء) أيضا، وإن لم تكن زائدة؛ إذ كانت بعد ألف، فكان البدل فيه أقبح من البدل في (علباع)، لأن (علباع) يشبه (حمراع) من جهتين ذكرناهما، و(كساء) ونحوه من جهة واحدة؛ وهو وقوع الهمزة بعد الألف وقد تشابه الهمزة فيه الهمزة فيها في أها ليست من أصل الكلمة ونفسها، إنما هي منقلبة، فهذا كأنه مشاهة من جهتين ولما كان تبدل من (كساع) و(رداء)، وإن كانت الهمزة فيهن غير زائدة لوقوعها بعد الألف، كذلك أبدل من الهمزة التي هي أصل مثل: قراء لأن هذه الهمزة وإن كانت أصلا فهي واقعة بعد الألف كما أن الهمزة في (كساء) واقعة بعد الألف وليست بزائدة.

لكن البدل في (كساء) أحسن منه في (قراء)، لما ذكرت لك من جهة الشبه، ولأها منقلبة عن حرف تنقلب الواو إليه، ويتقلب هو إلى الواو؛ وهو حرف أدخل في الاعتلال من الهمزة، وقد جاز ذلك في اهمزة أيضا وجاء لأها تعتل وتنقلب

Page 191