============================================================
المسائا المشكلة أي: أضمرها؛ أي: غدوت ها ضامرة. وإذا لم ينون احتمل وجهين: أحدهما: أن يكون (فعلى) مؤنث (طيان)، ويمكن أن يكون الألف للتشنية، تقديره: طيا يدي برشائها، آي: طيا رشائها بيدي، فقلب.
9 أنشد أبو زيد:.
عداي أن أزورك أن بهمي عجايا كلها إلا قليلا قال أبو زيد: العجى: فصيل، وهو الذي ماتت آمه، وأذهبت منه بوجه من الوجوه، فصاحبه يرضعه، ويقوم عليه. وروى (كلها) مرفوعا.
فإن قال قائل: هلا أجزتم على هذا: جاعي قوم كلهم أجمعون فيؤكدون النكرة بالمعرفة، كما أجازه قوم، وأنشد للنمر هذا البيت.
فالجواب: أن هذا لا دلالة فيه على تحويز، لأن المؤكد يكون على ما في قوله: عجايا، من ذكر البهم دون عجايا نفسها، و (كلهم) مثل: آجمعين في آنه يحسن حمله على المرفوع بغير تأكيد، لموافقته له في المعى، وليس هو مثل: النفس، فهذا لا حجة فيه لتأكيد النكرة بالمعرفة، وكذلك قول الآخر: ارمي عليها وهي فرع أجمع وهي ثلاث أذرع وأصبع(1) (أجمع) محمول على ما في (فرع) من الضمير دون الفرع نفسه.
فإن قال: فهلا كان (أجمع) مؤنشا، إذ الضمير الذي في (فرع) مؤنث؟
قيل: لا يمتنع أن يحمل على المعنى فيذكر، لأن تأنيث القوس ليس بحقيقي، فلا يمتنع أن يحمل على المعنى فيحمل على العود، أو الفلق(2)، أو نحو ذلك، وقد قال الآخر أنشدناه أبو بكر: وممن ولدوا عامز ذو الطول وذو العرض فلم يصرف (عامر) ذهب به إلى القبيلة، ثم قال: ذو الطول لأنه حمله على الحي؛ ويدلك على ذلك ما أنشده سيبويه: (1) البيت لا يعرف قائله.
(2) الفلق: القوس يشق من العود فلقة مع أخرى.
Page 177