إن قيل: ما المراد بقوله: (بيوتكم)؟.
(٩ أ) فالجواب:
وذلك أنّه أراد بيوت أولادكم فنسبها إليهم، لأنّ الأولاد كسبهم وأموالهم كأموالهم، يدلّ على ذلك أنّ الناس لا يتوقون أنّ يأكلوا من بيوتهم، وأنّه عدّ القرابات، وهم أبعد شيء من الولد، ولم يذكر الولد.
مسألة
قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ (١).
إن قيل: إنّما تذكر الكنية للتعظيم، وهذا في محل تحقير.
فالجواب:
وذلك أنّه كان اسمه عبد العزّى، والله سبحانه لم يرض ذلك.
والثاني: أنّ المراد به النار، فكأنّه قال: أبو النار، مشبهة بما يؤول إليه فتكون النهاية في الحقارة.
مسألة
قوله تعالى: وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ (٢).
إن قيل: لم خصّ الصالحين؟.
قيل: ليخصّ دينهم ويحفظ عليهم صلاحهم، وأنّ الصالحين من الأرقاء هم الذين مواليهم يشفقون عليهم وينزلونهم منزلة الأولاد في الأثرة والمودّة، وكانوا مظنّة للتوصية بنسائهم والاهتمام بهم.
_________
(١) المسند ١. وينظر: تفسير القرطبي ٢٠/ ٢٣٦، والبحر المحيط ٨/ ٢٥.
(٢) النور ٣٢. وينظر: المحرر الوجيز ١١/ ٣٠٠.
1 / 25