Les problèmes d'Al-Qasim al-Rassi
مسائل القاسم الرسي
Genres
أحد أبدا على أن يبقي شيئا تخليده وإبقاءه ، إلا من يقدر أن يفنيه فلم يشاء سبحانه إفناءه، ولكنه شاء تخليده وإبقاءه ، وأخبر بقدرته إن شاء على الإفناء ، كما قدر على الإبقاء ، وأن أهل الجنة فيها بإبقائه لهم باقون ، فإنهم خالدون فيها أبدا لا يفنون ، وكما لا تفنى أرضهم فيها ولا سماؤهم ، فلذلك لا يفنى (1) ما بقيت الجنة بقاؤهم ، والحمد لله الذي لا يخلف وعده ، ولا يخلد من الأشياء إلا ما خلده.
208 وسألته : عن قول الله سبحانه : ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) (12) [يس : 12]؟
فقال : فإنه يقول سبحانه في علم عليم ، ولا يتوهم أن ذلك إمام من الكتب ، وأن اللوح لوح من خشب ، فإنما يراد بها ومثلها ، إحاطة الله بعلمها كلها (2)، لأن أحفظ ما يحفظ الآدميون ، ما يوقعون في الكتب ويكتبون ، فمثل الله ذلك لهم من علمه وحفظه بما يعرفون ، وأخبرهم أن الذي عنده سبحانه من ذلك وفيه كله على خلاف ما يصفون ، لفرق ما بينه وبين خلقه في كل صفة ، وليعرفوه في ذلك كله من الفرق بما يجب من المعرفة.
209 وسألته : عن قول الله سبحانه : ( سلام عليكم ) [الأنعام / 54 ، الأعراف / 46 ، الرعد / 24 ، النحل / 32 ، القصص / 55 ، الزمر / 73]؟
فليست عليهم بتحية ولا تسليم ، ولكنها جهرة لهم وقطعة (3) بينه وبينهم وتكليم.
210 [وسألت : عن ( والنجم والشجر يسجدان ) (6) ] [الرحمن : 6]؟
وأما ما سألت عنه من ( والنجم والشجر يسجدان ) (6)، فتأويله يخضعان لله ويذلان ، بكل ما فيهما من أصل وفرع ، أو مفترق من أفنانهما أو مجتمع (4).
Page 623