Le livre des lampes des nouvelles du choisi et du bien-aimé
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Genres
كلا ورب البيت ذي الأنصاب .... ورب ما أنصص من ركاب
كل قريب الدار أو منتاب .... يزرن بيت الله ذا الحجاب
ماذبح عبد الله بالتلعاب .... من بين رهط عصبة شباب
أغر بين البيض من كلاب .... وبين مخزوم ذوي الأحساب
أهل الجياد القب والقباب .... يا شيب إن الذبح ذو عقاب
إن لنا إن جرت في الخطاب .... أخوال صدق كأسود الغاب
لا يسلمون الدهر للعذاب
قال: فلما سمعت بنو مخزوم ذلك القول من أبي طالب قالوا: صدق ابن أختنا، ووثبوا إلى عبد المطلب وقالوا: يا أبا الحارث، إنا لا نسلم ابن أختنا للذبح فاذبح من شئت من ولدك غيره.
فقال:إني قد نذرت نذرا وقد خرج القدح عليه ولابد من ذبحه.
قالوا: كلا لايكون ذلك أبدا وفينا ذو روح، إنا لنفديه بجميع أموالنا من طارف وتالد.
وأنشأ المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم يرتجز ويقول:
يا عجبي من فعل عبد المطلب .... وذبحه ابنا كتمثال الذهب
كلا وبيت الله مستور الحجب .... ماذبح عبد الله فينا باللعب
يا شيب لا تعجل علينا بالعجب .... نفديه بالأموال من بعد الغصب
ودون ما تبغي حروب تضطرب .... ضرب يزيل الهام من بعد العصب
بكل مصقول رقيق ذي شطب .... كالبرق أو كالنار في الثوب الهدب
ثم وثب السادات من قبائل قريش إلى عبد المطلب فقالوا:يا أباالحارث، إن هذا الذي عزمت عليه عظيم وإنك إن ذبحت ابنك لم تتهن العيش من بعده، ولكن لا عليك أنت على رأس أمرك تثبت حتى نصير معك إلى كاهنة بني سعد، فما أمرتك من شيء امتثلته.
قال عبد المطلب: لكم ذلك، ثم خرج معهم في جماعة من بني مخزوم نحو الشام إلى الكاهنة وهو يرتجز ويقول:
يارب إني فاعل لما ترد .... إن شئت ألهمت الصواب والرشد
ياسائق الخير إلى كل بلد .... إني مواليك على رغم معد
قد زدت في المال وأكثرت العدد .... فلا تحقق حذري في ذا الولد
Page 187