[قصته مع أم معبد وشاتها]
[44] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الجديدي إملاء بإسناده عن خالد أخي أم معبد أن رسول الله حين خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي، فمروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة، جلدة تحتبي وتجلس بفناء القبة ثم تسقي وتطعم.
فسألوها لحما وتمرا يشترونه منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة.
فقال: ((ماهذه الشاة يا أم معبد))؟
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم.
قال: ((هل بها من لبن))؟
قالت: هي أجهد من ذلك.
قال: ((أتأذنين لي أن أحلبها))؟
قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها من لبن حلبا فاحلبها.
فدعا بها رسول الله فمسح بيده ضرعها وسمى الله، فتفاجت عليه ودرت فاجترت، فدعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه ثجا حتى علاه، ثم رفعه إليها فسقاها حتى رويت، ثم سقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم، ثم قال: ((ساقي القوم آخرهم شربا)).
Page 164