[صفة مدخله ومجلسه ومخرجه صلى الله عليه وآله وسلم]
[أولا: مدخله صلى الله عليه وآله وسلم]
وسأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله، فلم يدع منه شيئا.
قال الحسين بن علي عليه السلام: سألت أبي عن دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كان دخوله صلى الله عليه وآله وسلم مأذونا له في ذلك، فكان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا لله وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدخر عنهم شيئا.
قال أبو غسان أو قال أبو جعفر: فشككت، فكان من سيرته في جزء الأمة: إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمته على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، يتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألتهم عنه، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول: ((ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغه ثبت الله قدميه يوم القيامة)).
لا يذكر عنده إلا ذلك، ولايقبل من أحد غيره، فيدخلون روادا ولايفترقون إلا عن ذواق، ويخرجون أذلة.
Page 159