[نبع الماء من بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم ومنقبة لعلي (ع)]
وخلفني صلى الله عليه وآله وسلم في تبوك فتكلم ناس بما في صدورهم، وقالوا: خلفه إذ أبغضه.
فلحقت برسول الله وأخبرته، فقال لي في ملأ منهم: ((يا علي إن الله أمرني أن أؤاخيك وأن أقربك ولا أجفوك، وأدنيك ولا أقصيك، أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأمرني ربي أن أقيمك وليا من بعدي، وسألته أن يشركك في الشفاعة معي))، ثم سار صلى الله عليه وآله وسلم بمن معه فشكوا العطش، فقال: اطلبوا الماء، فلم يصيبوا شيئا حتى خافوا على أنفسهم، وقالوا: يا رسول الله ادع لنا ربك. فنزل جبريل عليه السلام فقال: ((يا محمد ابحث بيدك الصعيد، وضع قدميك وإصبعيك المسبحتين وسم)).
ففعل صلى الله عليه وآله وسلم فانبجس من بين أصابعه الماء فشربوا ورووا وسقوا دوابهم وحملوا منه، فأعطي صلى الله عليه وآله وسلم ما أعطي موسى بن عمران، فازداد المؤمنون إيمانا. وموضع الماء اليوم معروف وقد اغتسلت منه.
Page 149