[مواعظ وأمثال من صحف إبراهيم عليه السلام]
قلت: يارسول الله، ما كانت صحف إبراهيم؟
قال: ((كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط والمبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر.
وكان فيها أمثال: وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكر فيها في صنع الله تعالى، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة من غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا في زمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه)).
[26] أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي بإسناده عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)).
[27] أخبرنا محمد بن عبد الكريم بن مالك بإسناده عن وهب قال: أنزلت التوراة على موسى من بعد صحف إبراهيم بسبعمائة عام، وأنزل الزبور على داود بعد التوراة بخمسمائة عام، وأنزل الإنجيل على عيسى بعد الزبور بألف عام ومائتي عام، وأنزل الفرقان على محمد بعد الإنجيل بستمائة وعشرين عاما.
Page 134