Le livre des lampes des nouvelles du choisi et du bien-aimé
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Genres
فقال: ((قد أبلغت يا بلال، فمن شاء أن يصلي فليصل))، فخرج بلال وكان رأس رسول الله في حجر علي بن أبي طالب عليه السلام والفضل بن عباس بين يديه يروحه، وأسامة بن زيد بالباب يحجب عنه زحمة الناس، ونساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ناحية البيت يبكين فقال: ((اغربن عني يا صويحبات يوسف))، فلما رجع بلال ولم يقم رسول الله بعثته عائشة بنت أبي بكر فقالت: يا بلال مر أبا بكر فليصل بالناس، ووجد رسول الله خفة فقام فتمسح وتوضأ، وخرج معه علي والفضل بن عباس وقد أقيمت الصلاة وتقدم أبو بكر ليصلي، وكان جبريل عليه السلام الذي أمره بالخروج ليصلي بهم، وعلم ما يقع من الفتنة إن صلى بهم أبو بكر، وخرج رسول الله يمشي بين علي والفضل وقدماه يخطان في الأرض حتى دخل المسجد، فلما رآه أبو بكر تأخر، وتقدم رسول الله وصلى بالناس، فلما سلم أمر عليا والفضل فقال: ((ضعاني على المنبر))، فوضعاه على منبره، فسكت ساعة فقال: ((يا أمة أحمد، إن وصيتي فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، اعتصموا بهما تردوا على نبيكم حوضه، ألا ليذادن عنه رجال منكم، فأقول سحقا سحقا)) ثم أمر عليا والفضل أن يدخلاه منزله، وأمر بباب الحجرة ففتح ودخل الناس عليه، فقال: ((إن الله لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ثم قال: ((ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لاتضلون بعدي أبدا)).
فقال عمر بن الخطاب: إن رسول الله ليهجر، كتابا غير كتاب الله يريد.
Page 236