وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتهم قبيلة من العرب صارت حزب إبليس). فهذا ومثله فكثير عنه صلى الله عليه وآله وسلم يفهمه من روى عنه صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نستغني بقليل ذكره عن كثير.
وأيضا الأمة مجمعة على أن النجاة إنما تكون بمتابعة القرآن والقرآن قد شهد أن النجاة بمتابعة العترة الأطهار كما قدمنا من نحو قوله عز وجل: ((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين))[التوبة: 119]. ثم عرفنا تعالى بالصادقين منهم بصفاتهم في الآيات التي مر ذكرها، فإذا تأمل العاقل ذلك علم أن القرآن قد شهد بأن الفرقة الناجية هم فرقة أهل البيت عليهم السلام ، وإن التفت إلى السنة الشريفة وجدتها قاضية بمثل هذه الشهادة في أخبار كثيرة منها ما قدمنا.
ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم بعد أن بلغ ما أمره الله به في علي بن أبى طالب عليه السلام: (أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟. الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله تعالى وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يلقياني، وسألت الله لهم ذلك فأعطاني فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم فهم أعلم منكم).
Page 34