Lampes Brillantes des Lumières
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
[وجوب عرض الأحاديث على كتاب الله تعالى]
فزعمت جهلة الحشوية والعامة، وممن كذب على الله ورسوله من ضلال هذه الأمة أن الكتاب يحتاج إلى السنة، ولا تحتاج إليه، وهم قد رووا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أنه أمرهم أن يعرضوا على كتاب الله عز وجل من الروايات كلما اختلفوا فيه، فقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: (أنه ليس من نبي إلا وقد كذبت عليه أمته، وسيكذب علي كما كذب على من كان قبلي من الأنبياء فما جاءكم [عني] فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو مني وأنا قلته، وماخالف كتاب الله فليس مني ولم أقله).
فما رووا من هذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله فهو الدليل على أنه قد أمرهم وحكم عليهم بعرض كلما اختلفوا فيه على الكتاب فما وافق الكتاب وحقائقه قبل وصح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلم أنه منه، وماخالف الكتاب علم أن رسول الله لم يقله ولم يأت عنه، لأن رسول الله عليه وآله السلام قد أمرنا بإتباع وحي الكتاب والإئتمام بما نزل الله فيه قال الله سبحانه لنبيه فيما أمر به من إتباع وحي كتابه: ((اتبع ما أوحي إليك من ربك)) [الأنعام:106] وقال تبارك وتعالى لنبيئه وهو يخبر عن إتباعه لكتابه ووحيه: قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصآئر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)) [الأعراف:203] وإنما أمر الله نبيئه بإتباع وحي الكتاب لأنه قد أكمل فيه كل حق ورشد وصواب ، فعلى كتاب ربكم هداكم الله فأقبلوا ، ومنه فاستمعوا إن أحببتم ترشدوا وتصيبوا وتفلحوا وتنتفعوا.
Page 236