Marwiyyat Kitab Akhbar al-Madinah: Jama' wa Tawthiq wa Dirasah
مرويات كتاب أخبار المدينة جمع وتوثيق ودراسة
Maison d'édition
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٨ م
Genres
تقديم
وجه الله ﷾ المسلمين إلى العلم والاهتمام به وحملت الآيات القرآنية الكثير من تلك التوجيهات، كما كان يؤكد على أهمية العلم، وفضل العلم والعلماء في الأمة.
وبعد انتقال النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى، تولى بعده الخلفاء الراشدون ﵁ فاهتموا بالعلم وتنشئة أطفال المسلمين على القراءة والكتابة بالرغم من اتساع عملية الفتوح ومواجهة قوى عالمية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ المسلمين.
وقد استمر الاهتمام بالعلم وتشجيعه في العصر الأموي حتى اكتمل الوعي بالتأليف في نواحي العلم المختلفة من تفسير، وسنة، وتاريخ، وفقه، وكيمياء وطب، وفلك، وغير ذلك في نواحي العلوم والفنون، فظهرت التصانيف المختلفة في بداية العصر العباسي، ولذا قال الذهبي:
"وفي هذا العصر شرع علماء الإسلام في تدوين الحديث، والفقه، والتفسير، فصنف ابن جريج التصانيف بمكة، وصنف سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة، وصنف الأوزاعي بالشام، وصنف مالك الموطأ بالمدينة، وصنف ابن إسحاق المغازي، وصنف معمر باليمن، وصنف أبو حنيفة وغيره الفقه والرأي بالكوفة، وصنف سفيان الثوري كتاب الجامع، ثم بعد يسير صنف هشيم كتبه، وصنف الليث بمصر وابن لهيعة، ثم ابن المبارك، وأبو يوسف، وابن وهب. وكثر تدوين العلم وتبويبه، ودونت
1 / 7
كتب العربية واللغة، والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان سائر الأئمة يتكلمون عن حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة. فسهل ولله الحمد تناول العلم، وأخذ الحفظ يتناقص، فلله الأمر كله".
كان الاهتمام في المدينة على أشده بالعلم الشرعي، وكانت مغازي الرسول ﷺ وما يتعلق بها من أحكام، وتاريخ ومعرفة مكان، داخلة في لب هذا الاهتمام، وبرز في ذلك الفقيه العالم عروة بن الزبير بن العوام القرشي (ت ٩٤ هـ/ ٧٣١ م)، وعكرمة مولى عبد الله بن عباس ﵁ (ت ١٠٥ هـ/ ٧٢٣ م)، وأبان بن عثمان بن عفان (ت ١٠٥/ ٧٢٣ م)، وعاصم بن عمر بن قتادة الأوسي (ت ١٢٠ هـ/ ٧٣٨ م)، ومحمد بن شهاب الزهري (ت ١٢٤ هـ/ ٧٤٢ م).
وأخذ التصنيف في السيرة والمغازي يأخذ نسقًا واضحًا بمغازي موسى ابن عقبة (ت ١٤١/ ٧٥٨ م)، ومحمد بن إسحاق (ت ١٥١ هـ/ ٧٦٨ م).
ثم أصبح التأليف التاريخي أكثر نضجًا عند أبي معشر السندي (ت ١٧٠/ ٧٨٧ م) في كتابه "تاريخ الخلفاء"، ثم تطور الاهتمام بتاريخ المدينة عند ابن أبي ثابت الأعرج (ت ١٩٧ هـ/ ٨١٣ م) وهو أقدم من عني بتاريخ المدينة المنورة، وتبعه محمد بن الحسن بن زبالة (ت ١٩٩ هـ/ ٨١٤ م) في كتابه أخبار المدينة.
1 / 8
ثم تتابعت التآليف في تاريخ المدينة المنورة أو بعض معالمها مثل الواقدي (ت ٢٠٧ هـ/ ٨٢٣ م)، ومصعب الزبيري (ت ٢٣٦/ ٨٥١ م)، والزبير ابن بكار (ت ٢٥٦ هـ/ ٨٧٠ م)، وعرام السلمي (ت ٢٥٧/ ٨٨٨ م).
وامتدادا لهذا النهج من التأليف في تاريخ المدينة المنورة يبرز العقيقي: أبو طاهر يحيى بن الحسن بن جعفر الأعرج الحسيني العلوي (ت ٢٧٧/ ٨٩٠ م) في كتابه أخبار المدينة وكان له عدة نسخ اطلع عليها السمهودي (ت ٥٩١١/ ١٥٠٩ م)، ولكن الكتاب فُقِد بعد ذلك ولم يصلنا سوى النقولات التي حفظت في عدد من المؤلفات التاريخية.
وخدمة لتاريخ المدينة المنورة فإن مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة يسره أن يقدم للباحثين والقراء مرويات كتاب أخبار المدينة للعقيقي، جمع ودراسة الباحث الأستاذ: عبد العزيز بن عوض الجهني، كي يساهم هذا الكتاب في معرفة طرق وآفاق ومناهج التأليف والمؤلفين في تاريخ المدينة المنورة من ذلك العهد المبكر إلى تاريخنا المجيد.
أسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
1 / 9
إهداء
إلى من أضاء لي طريقي وساندني، إلى أمي وزوجتي وإخوتي حبًّا ومودةً وذكري.
عبد العزيز الجهني
1 / 10
الشكر والتقدير
الحمد لله الذي أعان ويسر على إتمام هذا البحث، وأصلي وأسلّم على رسوله وآله وصحبه. فعملًا بقول رسول الله: "لا يَشكُرُ الله مَن لا يَشكُرُ النَّاسَ".
أتقدم بوافر الشكر وأجله إلى مشرفي سعادة الأستاذ الدكتور ياسر أحمد نور الذي منحني من وقته وأفادني بعلمه وتوجيهاته وكان صاحب الفضل بعد الله الإخراج هذا العمل فبارك الله فيه، كما أتقدم بالشكر والامتنان لسعادة الأستاذ الدكتور سليمان ضفيدع الرحيلي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته والذي وافته المنية في ٥ رمضان ١٤٣٥ هـ فقد أفادني بمحاضراته وعلمه الوفير جعل الله ذلك في ميزان حسناته، كما أتقدم بالشكر والعرفان، لسعادة الدكتور يوسف حواله حفظه الله الذي أعطاني من وقته وأفادني بعلمه الكثير فجزاهم الله عنا خير الجزاء لتفضلهم بقبول الرسالة ومناقشتها وتقويمها وأتقدم بالشكر لجميع أساتذتي الكرام في القسم نفع الله بهم، كما أقدم عظيم شكري وجزيل امتناني لكل من مد لي يد العون والمساعدة في سبيل إنجاز هذا البحث، ولا يفوتني أن أشكر والدتي التي كانت دعواتها دوما ترافقني، وزوجتي التي ساعدتني طيلة مدة بحثي، فجزاهم الله عني خير الجزاء وأدعو للجميع بأن يجعل الله ذلك في موازين حسناتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
1 / 11
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن للمدينة النبوية مكانةً عظيمة في نفوس المسلمين، فهي دار هجرة المصطفى ﷺ، ومهبط الوحي ومأرز الإيمان، وقبلة العلم الأولى في الإسلام، ومسجدها ثاني المساجد ..، وهو ما استحث الإخباريين والمؤرخين على القيام بتصنيف المؤلفات التي تؤرخ للمدينة على مرِّ عصورها.
وكانت بداية التصنيف في هذا الشأن في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري على يد محمد بن الحسن بن زبالة (ت: ١٩٩ هـ) في كتابه "أخبار المدينة"، ثم تتابعت المؤلفات التاريخية من بعده فظهر كتاب "حرب الأوس والخزرج" وكتاب "وقعة الحرة" لأبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ هـ)، وكتاب "الحرات" وكتاب "الأوس والخزرج" لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت ٢١٠ هـ)، ثم مؤلفات أبي الحسن علي بن محمد المدائني (ت ٢٢٨ هـ) منها: "كتاب المدينة"، "قضاة أهل المدينة"، و"حمى المدينة وجبالها وأوديتها"، وكتابا "نسب الأنصار" و"نسب الأوس" لعبد
1 / 13
الله بن عمارة؛ المعروف بابن القداح المدني الأنصاري (ت قبل ٢١٠ هـ) (^١)، وكتابا "أخبار المدينة النبوية وأمراء المدينة" لأبي زيد عمر بن شبة النميري (ت ٢٦٢ هـ)، وكتاب "أخبار المدينة"، و"أخبار الأوس والخزرج"، و"نوادر المدنيين" للزبير بن بكار (ت ٢٦٥ هـ)، وكتاب "أخبار المدينة" لأبي الحسن يحيى بن الحسن بن جعفر العلوي العقيقي (ت ٢٧٧ هـ) - موضوع الرسالة -، وكتاب "التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة" لمحمد بن أحمد المطري (ت ٧٤١ هـ)، وكتاب "تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" لأبي بكر الحسين بن المراغي (ت ٨١٦ هـ)، و"كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى" لنور الدين السمهودي (٩١١ هـ).
وهذه المصنفات منها ما هو منشور ومحقق، ومنها ما تم جمع نصوصه من بطون المصادر وما زال مطويًا (^٢)، ومن الأمثلة المهمة في هذا الشأن
_________
(^١) غلب الظن عند فؤاد سزكين أن وفاته في أواخر القرن الثاني الهجري، (فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي، نقل إلى العربية بقلم الدكتور محمود فهمي حجازي، (الجزء الثاني من المجلد الأول، ١٤١١ هـ على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ج ١، ص ٣٢).
(^٢) الطى: في معاجم اللغة نقيض النشر. ابن منظور، أبو الفضل محمد بن مكرم الأنصاري، لسان العرب، ط ١ (بيروت: الناشر دار صادر، ١٩٩٣= ١٤١٤ هـ) ج ١٥، ص ١٨ .. ومصطلح الطي يستخدم للدلالة على المخطوطات المفقودة أو المختفية حسبما تقرر في المؤتمر الدولي الخامس =
1 / 14
كتاب "مرويات أخبار المدينة" لمحمد بن حسن ابن زبالة، جمع وتوثيق صلاح عبد العزيز سلامة، وكذلك هذا العمل الذي أقدمه للمتخصصين، المتمثل في جمع وتوثيق ودراسة كتاب (أخبار المدينة) ليحيى بن الحسن العلوي العقيقي المشار إليه آنفًا، والذي هو مناط البحث في هذه الدراسة.
أهمية موضوع البحث:
تكمن أهمية البحث في أن الفقيه المحدث يحيي بن الحسن العلوي العقيقي النسابة أحد المؤرخين الثقات، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على كتابته التاريخية، كما يعد كتابه (أخبار المدينة موردًا للعديد من المؤرخين الذين أرخوا للمدينة النبوية وغيرهم، أمثال: أبو إسحاق الحربي (ت ٢٨٥ هـ) في "كتابه المناسك"، وشمس الدين محمد الحنبلي (ت ٧٤٤ هـ) في كتابه "الصارم المنكي في الرد على السبكي" وكتابي: "شفاء السقام في زيارة خير الأنام"، و"فتاوي السبكي"، لتقي الدين علي السبكي (ت ٧٧١ هـ). وكتاب "تحقيق النصرة بمعالم دار الهجرة" لأبي بكر المراغي (ت ٨١٦ هـ)، ومؤرخ المدينة نور الدين السمهودي (٩١١ هـ) في كتابه "وفاء الوفاء بأخبار دار
_________
= في مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية والذي انعقد في الفترة من (٦ - ٨، مايو، ٢٠٠٨ م) تحت عنوان" المخطوطات المطوية.
1 / 15
المصطفى"، وكتاب "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت ٩٤٢ هـ).
أسباب اختيار موضوع البحث:
يعد يحيي بن الحسن العلوي العقيقي أحد أعمدة التأليف في تاريخ المدينة، ورغم ذلك لا تزال مرويات كتابه "أخبار المدينة متفرقة في كثير من كتب السيرة والتاريخ، ولأن كتابه ما زال مطويًا، فكان ذلك باعثًا لي على اختياره موضوعًا لبحثي الموسوم بـ (مرويات كتاب أخبار المدينة ليحيى ابن الحسن العلوي العقيقي)، آملًا في إلقاء المزيد من الضوء على المؤلف ومنهجه التاريخي في هذا المصنف، بعد القيام بجمع مروياته.
مشكلة البحث:
تمثلت مشكلة البحث في التساؤلات الآتية:
من هو يحيي بن الحسن العلوي العقيقي؟ .. وما طبيعة كتابه "أخبار المدينة"؟ .. وما المنهج الذي اتبعه في صياغة مادته ومعالجة موضوعاته؟ .. وما أثر هذا المصنف على من عني بالتأريخ للمدينة من بعده؟ ..
1 / 16
الدراسات السابقة:
لم يقف الباحث - في حدود استقصائه - على دراسة اختصت تحديدًا بدراسة هذا الموضوع، إلا أن ثمة بحوث أخرى تطرقت إلى بعض جوانبه، ولعل من أهمها، بحث الدكتور صالح أحمد العلي المعنون، "بالمؤلفات العربية عن المدينة والحجاز" (^١)، حيث أعطى فكرة موجزة عن كتاب يحيي العقيقي وأشار إلى بعض من نقل عنه من المتأخرين، ثم اعتبر كتاب يحيى العقيقي مكملًا لكتاب ابن زبالة، ومقصورًا على المدينة دون ما حولها من وديان أو مساجد (^٢). ومن هذه الدراسات أيضًا، "تاريخ ومناقب ومآثر الست الطاهرة البتول السيدة زينب"، و"أخبار الزينبيات" للعبيدلي النسابة (^٣)، حيث استعرض في هذه الدراسة ترجمة موسعة ليحيى العقيقي،
_________
(^١) العلي، صالح أحمد، المؤلفات العربية عن المدينة والحجاز، مجلة المجمع العلمي العراقي، المجلد الحاد (العراق: مطبعة المجتمع العلمي العراقي، ١٣٨٤ هـ = ١٩٦٤ م) ص ١٣٠.
(^٢) ولأهمية هذه المقالة المختصرة ضمنها حمد الجاسر في مقدمة الكتاب المناسك في قسم الدارسة "الحربي، إبراهيم بن إسحاق، كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، تحقيق: حمد الجاسر، ط ٢، (الرياض: دار اليمامة، ١٤٠١ هـ = ١٩٨١ م)، ص ١٦٢ - ١٦٤. وأشار إليه عبد الله العسيلان مختصرا ضمن "وقفات مع مؤرخي المدينة النبوية عبر العصور، دارسات حول المدينة المنورة من محاضرات النادي الأدبي م ٢ (مطبوعات النادي الأدبي رقم ٩٨) ص ٣٥١.
(^٣) حسن محمد قاسم، تاريخ ومناقب ومآثر الست الطاهرة البتول السيدة زينب، وأخبار الزينبيات اللعبيدلي النسابة المتوفي سنة ٢٧٧ هـ، ط ٢ (مصر: الطباعة حقوق المؤلف، ويعمل محرر في قسم =
1 / 17
وبالرغم من صغر الكتاب إلا أنه ذكر معلومات قيمة وأسماء كتب استفدت منها في الدراسة. ومن الدراسات ما قام به المحقق محمد كاظم حيث عرض ليحيى العقيقي من خلال ترجمة موسعة في مقدمة كتاب" المعقبين من ولد الإمام أمير المؤمنين" وسوف يحقق في صحة نسبة هذا الكتاب ليحيى العقيقي في ثنايا الدراسة. وأخيرًا دراسة الباحثة هدى محمد سعيد سندي، في بحثها الموسوم "موارد السمهودي" حيث أشارت في هامش بعض الصفحات إلى النقول التي اقتبسها السمهودي من "كتاب أخبار المدينة" للعقيقي.
دراسة تحليلية لأهم مصادر الدراسة:
سأتناول في هذا المقام أهم المصادر التي اعتمدت عليها الدراسة في التعريف بيحيى العقيقي ومؤلفه "أخبار المدينة" وقد رتبتها حسب أهميتها بالنسبة للبحث وهي على النحو التالي:
- كتاب "وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ﷺ" لمؤلفه نور الدين علي بن عبد الله الشهير بلقبه السمهودي، (ت ٩١١ هـ).
ويعد هذا الكتاب من أجمع وأشمل ما ألف عن تاريخ المدينة وأخبارها،
_________
= الأخبار مجلة الإسلام، ١٣٥٣ هـ = ١٩٣٤ م) ص ١٢.
1 / 18
كما أنه يعد من أهم المصادر التي نقلت عن كتاب "أخبار المدينة" المفقود للعقيقي. وقد أشار صالح العلي إلى أن السمهودي نقل عنه ما يقارب ٢١٠ روايه (^١) وكذا الباحثة هدى سندي قد ذكرت أن ما نقله عنه السمهودي ١٦٩ (^٢) رواية، أما محمد نظام الدين الفتيح فقد اكتفى بالإشارة إلى استكثار السمهودي من النقل عن كتاب "أخبار المدينة" (^٣). أما الباحث فقد أحصى بدقه عدد ما نقله السمهودي من هذا الكتاب من مرويات فكانت في (٢٢٦) رواية.
- كتاب "المناسك وأماكن طُرُق الحج ومعالِم الجزيرة" لمؤلفه الإمام أبي
_________
(^١) العلي، المؤلفات العربية عن المدينة والحجاز، مرجع سابق، ص ١٣٠.
(^٢) سندي، هدى بنت محمد بن سعيد، موارد السمهودي ومنهجه التاريخي في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفي، ط ١ (جامعة أم القرى: رسالة ماجستير، قسم الدراسات التاريخية والحضارية، ١٤٢٠ هـ).، ص ١٤٠.
(^٣) ولقد جاء في قول محققه: محمد نظام الدين الفتيح، ص ٣٥، وهو يذكر مصادر السمهودي في كتاب وفاء الوفاء: "استكثر المؤلف ﵀ من الأخذ عن غيره، وهذا واضح من كثرة تصريحه بالنقل، .. يحيي بن الحسن بن جعفر الحسيني العلوي المدني المتوفي ٢٧٧ هـ، أكثر من النقل عنه، وله كتاب أخبار المدينة". وقد اعتمدت على تحقيقه والمطبوع من مكتبة دار الزمان في أربع مجلدات، في جمع الروايات عن يحيى العقيقي كما قارنتُ نقولات السمهودي عن العقيقي كلها في وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى بتحقيق الدكتور قاسم السامرائي، ط ١ (الناشر: فرع مؤسسة مكة المكرمة والمدينة المنورة، ١٤٢٢ = ٢١٠ م) بأجزائه الخمسة، ولم أرَ بينهما فرقًا يُذكَر.
1 / 19
إسحاق الحربي إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم (ت ٢٨٥ هـ) (^١).
وتكمن أهمية هذا الكتاب في أن الإمام أبا إسحاق الحربي كان أحد تلاميذ العقيقي فضلا عن النقول العديدة التي اقتبسها من كتاب "أخبار المدينة".
ومما يميز هذه النقول أن الإمام الحربي أوردها كاملة وهو ما أفاد في بيان النصوص والروايات التي نقلها عنه السمهودي بأسانيد مختصرة كما أفاد بذلك محقق الكتاب (حمد الجاسر) وذكر بأن "في تلك النقول ما يصحح ما أورد السمهودي منها"، أما عدد الروايات التي نقلها الحربي عن شيخه من كتابه "أخبار المدينة" أحصاها الباحث في (٢٨) رواية.
- كتاب الشريعة، للشيخ محمد بن الحسين الآجري، (ت ٣٦٠ هـ)
ويعد أيضًا من المصادر المهمة في هذا البحث وأهم ما وقفت عليه في هذا الكتاب أن الآجري رأي كتاب "أخبار المدينة" للعقيقي رؤيا العين عند أحد مؤذني مسجد الرسول ﷺ وذكر بأنه شبيهًا بمائة ورقة، وبين أنّ الكتاب مصنف حسب الأبواب (باب في كذا، وباب في
_________
(^١) أشار الجاسر في مقدمة كتاب المناسك تحت عنوان: من المؤلف؟ بالقول بنسبة الكتاب للحربي ص ٢٦٢ - ٢٧٠.
1 / 20
كذا، وهكذا)، كما أفاد الباحث من منقولاته في نفي ما اتهم به العقيقي من أنه كان على عقيدة الرافضة.
- كتاب "تحقيق النصرة بتلخيص معَالم دار الهجرة" لمؤلفه زين الدين أبي بكر حسين المراغي العثماني الشافعي (ت ٨١٦ هـ).
وهو من المؤلفات المهمة أيضا التي نقلت عن كتاب "أخبار المدينة" المفقود وقد بلغ عدد ما نقله عنه من مرويات (٢٦) نقلًا وقد أشار إلى ذلك: نشأت كمال محقق الكتاب.
وفي نُقول المراغي ما يوحي بأنه اطلع على كتاب العقيقي هذا قبل فَقْدِه وطيِّه.
- كتاب "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد"، المؤرخ محمد بن يوسف الصالحي الشامي، (ت ٩٤٢ هـ).
وهو من المصادر المهمة في هذه الدراسة حيث نقل عن كتاب "أخبار المدينة" ليحيى العقيقي (٣٠) رواية، منها ثلاث روايات مكررة.
- كتاب "تهذيب الكمال"، للعلامة الحافظ المحدث، يوسف بن الزكي عبد
1 / 21
الرحمن أبو الحجاج المزي المتوفي سنة (ت ٧٤٢ هـ).
يعتبر هذا المصنف من المصادر المهمة في جمع المادة، ومعرفة شيوخ يحيى العقيقي الذين ذكرهم المزي حيث بلغ عددهم ٣٧ شيخًا بتعدادي. وهذه التراجم أفادت الدراسة في التعرف على شيوخ يحيى العقيقي.
- تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي المتوفي (ت ٧٥٦ هـ).
وهو من المصادر المهمة جدا في جمع مادة العقيقي ودارسة كتابه أخبار المدينة، حيث نقل عنه في موضعين، من كتابه (شفاء السقام في زيارة خير الأنام) ونقلًا واحدًا من كتاب (فتاوي السبكي)، وهذان النقلان لهما من الأهمية الشيء الكثير حيث كشفت أن كتاب يحيى مقسم لأبواب؛ إذ نقل عن يحيى نفسه أنه قال: (… في أخبار المدينة، في باب ما جاء في زيارة قبر النبي ﷺ، وفي السلام عليه)، وقد اعتمد على هذين النصين بعض العلماء في بناء أحكام فقهية خاصة بفقه زيارة النبي ﷺ (^١).
- كتاب "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" لشمس الدين محمد بن
_________
(^١) انفرد السبكي بهاتين الرواية والتي نقلهما عنه الحافظ ابن عبد الهادي أبو عبد الله محمد في كتابه الصارم المنكي في الرد على السبكي، ص ٢٩٨، و: ص ٣٠٢.
1 / 22
عبد الرحمن السخاوي (ت ٩٠٢ هـ)
وهو من المصادر المهمة التي أفادت الباحث بترجمة موسعة لـ يحيى العقيقي وتكوينه المعرفي ومؤلفاته وبعض من شيوخه ومن روى عنه من تلامذته، وثناء بعض العلماء عليه، كما استفدت منه عن الحالة الثقافية في المدينة زمن المؤلف وما بعده.
وأما في جانب الترجمة للمؤلف (يحيى العقيقي) فقد استفدت من مصادر ومراجع كثيرة، من كتب التراجم والأنساب السنية والشيعية. ومنها على سبيل المثال:
- كتاب "المعقبين من ولد أمير المؤمنين" (ت ٢٧٧ هـ) المنسوب ليحيى العقيقي: فقد استفدت من بعض مادته في بيان عقيدة العقيقي وتكوينه المعرفي في ثنايا البحث.
- كتاب تاريخ التراث العربي، فؤاد سيزكين أفادني بترجمة للعقيقي، وذكر بعض آثاره ومؤلفاته.
كتاب طبقات النسابين، بكر بن عبد الله أبو زيد (ت ١٤٢٨ هـ) استفدت منه بترجمة للعقيقي بشكل وافي وكذلك مؤلفاته وقد أورد من آثاره ما أفاد في بيان عقيدته السنية ومذهبه.
وأما ما يتعلق بالمصادر الشيعية فقد تناولت التعريف بالعقيقي وبعض
1 / 23
مؤلفاته وهي على النحو التالي:
- أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي (ت ٤٣٥ هـ)
أفاد الباحث بالتعريف بيحيى العقيقي وأولاده (^١).
- أبو العباس أحمد على النجاشي (ت ٤٥٠ هـ)
كتابه "رجال النجاشي" عرف بيحيى العقيقي ووصفه بالعالم الفاضل الصدوق، وقد استفدت من هذا الكتاب بالرد على دعواه أن يحيى العقيقي روي عن الرضا، كما ذكر أن له من التصانيف: كتاب نسب آل أبي طالب، وكتاب المسجد (^٢).
- أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ).
صاحب "الفهرست" وقد استفدت منه في ترجمة يحيى العقيقي وذكر تصانيفه منها كتاب "المسجد" وكتاب "المناسك" وكتاب "نسب آل أبي طالب" (^٣).
_________
(^١) أبي الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي (ت ٤٣٥ هـ)، تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب، تحقيق: محمد كاظم المحمودي، ط ١ (ايران: الناشر: مكتبة المرعشي النجفي، ١٤١٣ هـ)، ص ٢٣١.
(^٢) النجاشي، أبو العباس أحمد بن علي النجاشي الكوفي الأسدي، رجال النجاشي، تحقيق: محمد جواد النائيني، ط ١ (بيروت: دار الأضواء، ١٤٠٨ هـ)، ج ٢، ص ٤١٢، ترجمة رقم: ١١٩٠. وأيضًا المصدر نفسه رجال النجاشي، بتحقيق: (إيران: مؤسسة النشر الإسلامي لجماعة المدرسين بقم، د. ت)، ص ٤٤١ - ٤٤٢.
(^٣) الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن، الفهرست، تصحيح وتعليق السيد محمد صادق آل بحر العلوم، ط ١ (العراق النجف: المكتبة المرتضوية، د. ت)، ص ١٧٨ - ١٧٩، ترجمة رقم ٧٨٠.
1 / 24
- علي بن أبي القاسم بن زيد البيهقي ابن فندق (ت ٥٦٥ هـ)
كتابه "لباب الأنساب والألقاب والأعقاب" أفاد الباحث بذكر نسبه وكتبه وأنَّه أول من دون أنساب آل البيت (^١).
- محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني (ت ٥٨٨ هـ)
كتابه "معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديما وحديثا" أفاد في أن له كتاب المسجد (^٢).
- إسماعيل بن الحسين بن محمد المروزي الأزرقاني (ت. بعد ٦١٤ هـ).
واستفدت منه في أنّ عقب والد يحيى (الحسن المنتشر الصحيح اليوم هو: من يحيي بن الحسن العقيقي، وقد أشار إلى أنه أول من صنف من الطالبيين في النسب وإلى أنه عالم فاضل محدث ونسابة وأن كتابه حسن في النسب ومشهور ويعرف "يحيي بن الحسن العقيقي" وحدد سنة وفاته (^٣).
- صفي الدين محمد بن تاج الدين ابن الطقطقي (ت ٧٠٩ هـ)
_________
(^١) البيهقي، الشهير بابن فندق، لباب الأنساب والألقاب والأعقاب لابن فندق، تحقيق: مهدي الرجائي، ط ١ (قم: مطبعة بهمن، ١٤١٠ هـ)، ص ١٨١.
(^٢) المازندراني، الحافظ الشهير محمد بن علي بن شهر آشوب، معالم العلماء في فهرس كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديما وحديثا، راجعه وقدم له السيد محمد صادق آل بحر العلوم، ط ١ (مكتبة دار الأضواء بيروت، د. ت)، ترجمة رقم ٨٨٣، ص ١٣١.
(^٣) الأزرقاني، إسماعيل بن الحسين بن محمد المروزي، الفخري في أنساب الطالبيين، تحقيق: مهدي الرجائي، ط ١، إيران: مطابع سيد الشهداء، نشر مكتبة المرعشي العامة، ١٤٠٩ هـ)، ص ٥٨.
1 / 25
مؤرخ له كتابه "الأصيلي في أنساب الطالبيين" استفدت كثيرا منه، ولي ردود في ثنايا البحث على اتهاماته للعقيقي، ثم ذكر مؤلفاته وأعطي وصفًا لكتاب" نسب آل أبي طالب "حيث قال" ابتدأ بولد أبي طالب لصلبه، ثم بولدهم بطن بعد بطن إلى قريب من زمانه، وهو كتاب حسن، ما رأيت في مصنفات الأنساب أحسن ولا أعدل ولا أنصف ولا أرصن منه" (^١).
وقد استفدت من تعليقات محقق الكتاب (مهدي الرجائي) في مواضع وهو يتحدث عن يحيى العقيقي (^٢).
- أبو الحسن علي بن محمد العمري (ت ٧٠٩ هـ)
كتابه (المجدي في أنساب الطالبيين) أفادني في ذكر أعقاب الحسين الأصغر وفيه ذكر أن يحيى هو الشريف الناسب صاحب كتاب النسب، وذكر فضائله وأولاده (^٣).
- ضامن بن شدقم الحسيني المدني (ت ١٠٩٠ هـ)
_________
(^١) ابن الطقطقي، صفي الدين محمد بن تاج الدين، الأصيلي في أنساب الطالبيين، بتحقيق: مهدي الرجائي، ط ١ (إيران: مكتبة المرعشي النجفي، ١٤١٨ هـ)، ص ٣٠٧.
(^٢) ابن الطقطقي، الأصيلي أنساب الطالبيين، المصدر السابق، ص ٤٥.
(^٣) العمري، أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلوي النسابة: المجدي في أنساب الطالبيين، تحقيق الدكتور أحمد المهدوي، ط ١، (إيران: مكتبة المرعشي العامة)، ص ٢٠٣.
1 / 26
كتاب (مختصر تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار) استفاد الباحث بذكر عقب الحسن بن جعفر في مشجرة بينت أعقاب يحيى العقيقي وأمه ومكان مولده ودفنه، كما ذكر مصنفاته واستفاض في ذكر أوصافه (^١).
- أغابزرك الطهراني (ت ١٣٥٥ هـ)
كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) أفاد الباحث بالتعريف بـ يحيى العقيقي ومكان وفاته وأن له من التصانيف أخبار المدينة وأنساب آل أبي طالب، وذكر بعضا ممن نقل عن العقيقي من الفقهاء (^٢).
- عبد الرزاق كمونة الحسيني (ت ١٣٩٠)
كتابه (منية الراغبين في طبقات النسابين) عرف بنسب يحيى العقيقي وأمه بشيء من التفصيل وذكر مكان مولده ووفاته ونسبه إلى بلدة بقرب المدينة تدعى العقيق وأنَّه روي عن الإمام علي بن موسى الرضا، واستفاض بأوصافه كثيرا ولما لقب بالنسابة وأشار إلى أنه مصلح وقع على يديه الصلح بين بني علي
_________
(^١) من كتاب مختصر تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمة الأطهار، اختصره وشجره اللواء ركن السيد يوسف عبد الله جمل الليل، ط ١ (الرياض: مكتبة جل المعرفة ومكتبة التوبة، ١٤٢٦ = ٢٠٠٥ م). يُنظر المشجّر رقم ٦٩، ص ٣٣٣.
(^٢) أغا برزك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ط ١ (إيران: طبع على نفقة شركة طهرانية، د. ت) ص ٣٤٩، ترجمة رقم: ١٨٣٤.
1 / 27