Marwiyat Ghazwat Al-Hudaybiyyah: Compilation, Authentication, and Study
مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة
Maison d'édition
مطابع الجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
Numéro d'édition
١٤٠٦هـ
Lieu d'édition
المملكة العربية السعودية
Genres
المطلب عن أبيه١ عن ابن عباس قال: "لما توجه رسول الله ﷺ يريد مكة في العام الذي ردته قريش عن البيت وهو عام الحديبية، فلما سار رسول الله ﷺ مرحلتين أو ثلاثة قدم عليه بشر بن سفيان العتكي فسلم عليه، فقال له رسول الله ﷺ: "يا بشر هل عندك علم أن أهل مكة علموا بمسيري؟ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أخبرك أني كنت أطوف بالبيت في ليلة كذا وكذا - وسمى الليلة التي أمر رسول الله ﷺ أصحابه بالسير فيها إلى مكة - وقريش في أنديتها٢ إذ صرخ صارخ من أعلى أبي قبيس٣ بصوت أسمع أهل مكة بعيدهم ودانيهم وهو يقول:
هبوا فأخبركم مَنّى صحابته ... سيروا إليه وكونوا معشرًا كرما
بعد الطواف وبعد السعي في مهل ... وأن يجوِّزهم من مكة الحَرَما
شاهت وجوهكم من معشر نكل ... لا ينصرون إذا ما حاربوا صنما
فما هو إلا أن سمع القوم ذلك حتى ارتجت مكة و"قال"٤ أبو سفيان في جماعة من أشراف قريش، منهم عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية في جماعة منهم فاجتمعوا عند الكعبة، وتعاقدوا ألا تدخل عليهم مكة في عامهم هذا، وتركتهم يجمعون لك، فقال رسول الله ﷺ: "أنا الهاتف الذي سمعت سَلْفَع شيطان الأصنام يوشك أن يقتله إن شاء الله، فسر إلى مكة فلتسمع أخبار قريش وانظر ما هو فاعلون، ثم تعود إلي يكسبك الله بذلك أجرًا".
قال: فرجع بشر بن سفيان إلى مكة فبينا هو يطوف بالبيت إذ رأته قريش فهتفت به فجاءهم فقالوا له: يا بشر هل عندك علم من محمد أتراه يريد الدخول إلى مكة في عامه؟ فقلت: إنما أنا كواحد منكم ولقد سمعت الهاتف الذي هتف بكم يؤذنكم بذلك وما أرى ذلك حقًا، قالوا: بلى يا بشر إنه لكائن، هذا هُبَلْ حركنا لنصرته، والمحاماة عليه، وما جربنا عليه كذبًا قط، وليعلمن محمد إن جاءنا أنها الفيصل
_________
١ الحارث بن نوفل بن عبد المطلب الهاشمي المكي، صحابي نزل البصرة، مات في آخر خلافة عثمان: س. تقريب: ٦١.
٢ أنديتها: الأندية جمع نادي: وهو مجتمع القوم. انظر: النهاية ٥/٣٦.
٣ أبو قبيس: بلفظ التصغير كأنه تصغير قبس النار: وهو اسم الجبل المشرف على مكة، وجهه إلى قيقعان ومكة بينهما، أبو قبيس من شرقيها، وقيقعان من غربيها، قيل سمي باسم رجل من مذحج كان يكنى أبا قبيس لأنه أول من بنى فيه قبة، وقيل سبب تسميته غير ذلك. انظر: معجم البلدان ١/٨٠.
٤ هكذا في الأصل و«قال» تأتي بمعنى «مال» ويعبر بها عن التهيؤ للأفعال والإستعداد لها، ترتيب القاموس ٣/٧١٨.
1 / 61