شَذَّ فِي النَّار وَمَا ورد إِنَّمَا يَأْخُذ الذِّئْب القاصية من الْغنم
وَفِي مَذْهَب أهل السّنة ومدح أَعْلَامه الْأَئِمَّة قلت هَذِه القصيدة الْمُسَمَّاة بِعقد اللآلي الْمفصل بالياقوت الغالي فِي مدح عقيدة أهل الْحق ومذهبهم العالي والتغزل بِالْإِمَامِ أبي حَامِد الْغَزالِيّ وَغَيره من أَئِمَّتنَا أولي المناقب والمعالي
(لنا مَذْهَب شمس الْهدى ناهج جلي ... وَمذهب غير عَن صدا الزيغ مَا جلي)
(عقيدتنا عقد من الدّرّ والعلي ... على جيدها فِي ثغرها السلسل الْحلِيّ)
(تحلت حلى آي الْكتاب فأسفرت ... عَن السّنة الحسنا وبرهانها الْجَلِيّ)
(وَقَالَت بِإِجْمَاع جَمِيع محَاسِن ... ففاقت سواهَا بالجمال المكمل)
(لناظرها منا بزاهي جمَالهَا ... سبتهم وعنها ذُو اعتزال بمعزل)
(أَبَت أَن ترى تِلْكَ الحلى غير كاشف ... لأستار أسرار الْمَعَالِي فتجتلي)
(خَبِير بمكنون المحاسن مهتد ... لمَفْهُوم مَنْطُوق وتفصيل مُجمل)
(بِظَاهِر نَص وَافق الْعقل قَائِل ... وَمَا لم يُوَافق من محَال مؤول)
(نأي عَن حضيض الحشو نهج مشبه ... وغالي اعتزال للصفات معطل)
(بنهج وسيط بَين تَفْرِيط حَامِد ... وإفراط غال جَاوز الْحق مُبْطل)
(شموس الْهدى سَارَتْ بِهِ وبدوره ... أولو الرَّايَة الْبَيْضَاء والمنصب الْعلي)
(أيمتنا مَا بَين قطب مُحَقّق ... مشَاهد أسرار إِمَام الْهدى ولي)
(وَحبر إِمَام فِي الْعُلُوم مدقق ... مُفِيد الورى فِي كل فن مُحَصل)
(وتصنيفنا مَا بَين وضع قَوَاعِد ... إِذا بجبال صودمت لم تزلزل)
(وَرفع فروع فِي حصون شوامخ ... فَمَا رميها عَن منجنيق بموصل)
(لنا كم وجيز فِي بَيَان قَوَاعِد ... وَجمع معَان واختصار مطول)
(وَكم من بسيط فِي جلاء نفائس ... وإيضاح إيجاز وَحل لمشكل)
(وَكم ذِي اقتصاد مُودع رب قَاطع ... لإفحام خصم مثل مَاض بِهِ اعتلي)
(بكف همام ذب عَن مَنْهَج الْهدى ... بِحَرب نضال لَا يرى غير أول)
(كَمثل الْفَتى الحبر المباهي بفضله ... فغني بغزالي الْعلَا وتغزل)
1 / 33