141

Baume pour les Maladies Complexes en Réponse aux Maîtres des Mu'tazilites

مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة

Chercheur

محمود محمد محمود حسن نصار

Maison d'édition

دار الجيل-لبنان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢هـ - ١٩٩٢م

Lieu d'édition

بيروت

أُخْرَى وزائدة لَا حِيلَة للْعَبد فِيهَا وَهِي مَا تقدم ذكره أَعنِي الْقُوَّة الْوَارِدَة من الله تَعَالَى للتوفيق والخذلان أَو العون على مَا تقدم من الْبَيَان وَذَلِكَ هُوَ خلق الله للْفِعْل فِيمَن ظهر مِنْهُ وبسبب ظُهُوره من الْفَاعِل ينْسب إِلَيْهِ وَسمي كسبا ويرتب عَلَيْهِ الثَّوَاب فِي امْتِثَال المأمورات وَالْعِقَاب فِي ارْتِكَاب الْمَحْظُورَات قلت وَلَو قيل وبسبب ظُهُوره من الْفَاعِل واختياره لَكَانَ أولى ليخرج عَنهُ غير الْمُخْتَار فَإِذا الِاسْتِطَاعَة استطاعتان إِحْدَاهمَا استطاعة التَّكْلِيف وَهِي مَا ذكرنَا من سَلامَة الْجَوَارِح وارتفاع الْمَوَانِع الحسية وَقد يعبر عَن ذَلِك باجتماع شُرُوط مَعْرُوفَة فِي الْمُكَلف وَالثَّانيَِة استطاعة الْفِعْل وَهِي الْقُوَّة الْمَذْكُورَة وخالفت الْمُعْتَزلَة فِي ذَلِك فزعموا أَن الِاسْتِطَاعَة إِنَّمَا هِيَ قبل الْفِعْل وَهِي سَلامَة الْجَوَارِح وارتفاع الْمَوَانِع فَقَط وَأَن الْقُدْرَة الْمُتَقَدّمَة على الْفِعْل بَاقِيَة فِيهِ وَهَذَا القَوْل بَاطِل من جهتي الْعقل وَالنَّقْل أما الْعقل فَلِأَن الْقُدْرَة الجاذبة أَعنِي قدر العَبْد عرض من الْأَعْرَاض وَجُمْلَة الْأَعْرَاض عندنَا غير بَاقِيَة أَعنِي لَا يبْقى الْعرض زمانين وَالدَّلِيل على اسْتِحَالَة بَقَاء الْأَعْرَاض أَنَّهَا لَو بقيت لاستحال عدمهَا وَتَقْرِير ذَلِك قد تقدم وَيلْزم صُدُور الْمَقْدُور فِي حَال عدم الْقُدْرَة وَهُوَ محَال وَأما النَّقْل فَقَالَ الله ﷿ ﴿وسيحلفون بِاللَّه لَو استطعنا لخرجنا مَعكُمْ يهْلكُونَ أنفسهم وَالله يعلم إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ﴾ إِلَى قَوْله تَعَالَى ﴿فَثَبَّطَهُمْ وَقيل اقعدوا مَعَ القاعدين﴾

1 / 166