Baume pour les Maladies Complexes en Réponse aux Maîtres des Mu'tazilites

Al-Yafiʿi d. 768 AH
136

Baume pour les Maladies Complexes en Réponse aux Maîtres des Mu'tazilites

مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة

Chercheur

محمود محمد محمود حسن نصار

Maison d'édition

دار الجيل-لبنان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٢هـ - ١٩٩٢م

Lieu d'édition

بيروت

وَقد اسْتدلَّ أَصْحَابنَا بقوله تَعَالَى ﴿وَالله خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ قَالُوا وَمَا مَصْدَرِيَّة أَي خَلقكُم وَأَعْمَالكُمْ وَقَول الْمُعْتَزلَة إِنَّهَا مَوْصُولَة وَمَعْنَاهَا وَالَّذِي تَعْمَلُونَ مُخَالف للظَّاهِر ومحتاج إِلَى إِضْمَار أَي وَالَّذِي تَعْمَلُونَ فِيهِ الْبَحْث من الْحِجَارَة والاضمار خلاف للْأَصْل وَلَو فتحنا بَاب حمل الْأَدِلَّة على خلاف ظواهرها أَو على زِيَادَة الْإِضْمَار فِيهَا لأزيلت الظَّوَاهِر كلهَا وَبَطل الِاسْتِدْلَال بهَا وَقَول الْمُعْتَزلَة إِن إِبْرَاهِيم ﵇ احْتج على الْكفَّار بِأَن العابد والمعبود جَمِيعًا خلق الله ومعبودهم هُوَ الْحِجَارَة مَمْنُوع قلت وَتَقْرِير الْمَنْع أَنهم كَانُوا يحدثُونَ فِيهَا تصويرا وتمثالا لأَجله اتَّخذُوا الْأَصْنَام آلِهَة وعبدوها وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَول إِبْرَاهِيم ﵊ ﴿مَا هَذِه التماثيل الَّتِي أَنْتُم لَهَا عاكفون﴾ فَأخْبر أَن عكوفهم إِنَّمَا هُوَ التماثيل والتماثيل تصاوير فِي الْحِجَارَة لَا صُورَة الْحِجَارَة الَّتِي خلقت عَلَيْهَا والتماثيل عَمَلهم فمعبودهم الَّذِي عكفوا عَلَيْهِ عَمَلهم ومعبودهم خلق الله إِجْمَاعًا فعملهم خلق الله وَهُوَ الْمَطْلُوب وَالْحَمْد لله فَإِن قيل يمْتَنع أَن يكون التَّمْثِيل آلِهَة لِأَن التَّمْثِيل عمل وَالْعَمَل عرض وَالْعرض لَا يتَصَوَّر اتِّخَاذه آلِهَة قلت الْجَواب من وَجْهَيْن أَحدهمَا منع امْتنَاع اتِّخَاذ الْأَعْرَاض آلِهَة بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى ﴿أَفَرَأَيْت من اتخذ إلهه هَوَاهُ﴾ والهواء عرض بالِاتِّفَاقِ

1 / 161