بنو الموت خفاق علينا سبائبه
فراحوا فريق في الإسار ومثله
قتيل ومثل لاذ بالبحر هاربه
ولما دارت الدائرة على الألمان في موقعة العلمين استشهدت بدوري بشعر بشار فأدرك مكري ومن فوره قال: لا رحم الله بشارا، كان نازيا لوطيا!
وغداة 4 فبراير 1942 ثار أذيال الأحزاب من الموظفين فاتهموا الوفد بالخيانة، أما الوفديون فقد فرحوا وطربوا وراح عم صقر الساعي يرقص في الإدارة، فخاف عباس فوزي أن يفسر صمته بأنه موقف غير ودي من الوفد، فانتهز فرصة غضب طنطاوي إسماعيل وهتافه «الطوفان ... الطوفان ... الطوفان ...» وقال برزانة: قولوا فيما حدث ليلة أمس ما شئتم، ولكن من الإنصاف أن نعترف لمصطفى النحاس بأنه أنقذ الوطن في هذه المرحلة الحرجة من حياة الوطن!
ومن حسن حظه أن كان الوزير الوفدي مغرما بالأدب فرقاه إلى الدرجة الخامسة، وعينه رئيسا للسكرتارية عقب إحالة طنطاوي إسماعيل إلى المعاش، على أن كتبه لم تلق من الرواج ما كان يطمح إليه لمنافسة الأساتذة الجامعيين له في ميدانه وتفوقهم عليه بمنهجهم العلمي الحديث. وزاد من شجاه أن أحد تلاميذه استغل معرفته بالتراث في تأليف كتب دينية عن النبي والقرآن؛ فربح من ذلك أموالا خيالية فكاد الرجل أن يجن، وراح يقول: على أيامنا كان الإلحاد هو الموضة فولينا وجهة أخرى!
ثم هز رأسه في أسى وتساءل: كيف فاتني ذلك الباب الذهبي؟!
ثم سألني حانقا: أتعلم ما هي الثروة الحقيقية في بلاد العرب؟
ثم أجاب: ليست البترول ولكنها السيرة النبوية والقرآن.
فقال له الأستاذ عبد الرحمن شعبان المترجم: ما رأيك في أن نترجم معا بعض الكتب الغربية التي أنصفت الرسول؟
Page inconnue