Maraqi Jinan
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
Genres
94- أخبرنا جدي وابن مقبل إجازة، أخبرنا الصلاح بن أبي عمر. كذلك أخبرنا الفخر البخاري، أخبرنا ابن الجوزي، أخبرنا محمد بن ناصر، أخبرنا طلحة العاقولي، حدثنا أبو محمد الجوهري، حدثنا أبو عبد الله بن بطة، حدثنا أبو بكر بن دريد، حدثنا أبو عثمان المازني، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال:
كان بالحجاز رجل له ابنة جميلة، فهويها ابن عم لها، فبذل لأبيها أربعة آلاف درهم، فأبى أن يزوجها منه. فأجدبت البلاد وانقرض مال الرجل، فتحول أبو الجارية بأهله إلى الشام، وكثر خطابها. فبلغ ذلك ابن عمها، فصار إلى أبيها، فشكا إليه، فقال له: قد كنت بذلت لي أربعة آلاف درهم، فأعطناها فهي أحب إلينا من قرابتك!.
قال: أجلني شهرا.
قال: ولم يكن للأعرابي إلا ناقة، فركبها ولحق بعبد الملك بن مروان، فأصيب بناقته، فحمل الحلس والقتب على عنقه، ودخل على عبد الملك. فلما مثل بين يديه وضع الحلس والقتب بين يديه وأنشأ يقول:
ماذا يقول أمير المؤمنين لمن ... أدلى إليه بلا قرب ولا نسب
مدله عقله من حب جارية ... موصوفة بكمال الدل والأدب
خطبتها إذ رأيت الناس قد لهجوا ... بذكرها والهوى يدعو إلى العطب
فقلت لي حسب عال ولي شرف ... قالوا الدراهم خير من ذوي الحسب
إنا نريد ألوفا منك أربعة ... وليس أملك غير الحلس والقتب
فالنفس تعجب لما رمت خطبتها ... مني ويضحك إفلاسي من العجب
لو كنت أملك مالا أو أحيط به ... أعطيتهم ألف قنطار من الذهب
فأمنن علي أمير المؤمنين بها ... واجمع بها شمل هذا البائس العزب
فما وراءك بعد الله مطلب ... أنت الرجاء ومني غاية الطلب
Page 98