Maraqi Jinan
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
Genres
قال أبو حازم: فإن كانت هذه المائة دينار عوضا عما حدثتك، فالميتة والدم ولحم الخنزير عند الاضطرار أحل منه، وإن كانت من بيت مال المسلمين فلي فيه شركاء ونظراء، فإن وازيتهم بي، وإلا فلا حاجة لي بها. إن بني إسرائيل، لم يزالوا على الهدى والتقوى حيث كان أمراؤهم يأتون إلى علمائهم رغبة في علمهم، فلما ارتكسوا وانتكسوا سقطوا من عين الله تعالى، وآمنوا بالجبت والطاغوت، وصار علماؤهم يأتون إلى أمرائهم فيشاركونهم في دنياهم ويشركون معهم في فتنتهم.
قال ابن شهاب: لعلك إياي تعني وبي تعرض.
فقال: ما إياك اعتمدت، ولكن هو ما تسمع.
قال سليمان: يا ابن شهاب، تعرفه؟.
قال: نعم، هو جاري منذ ثلاثين سنة، ما كلمته قط.
قال أبو حازم: إنك نسيت فنسيتني، ولو أحببت أحببتني.
قال ابن شهاب: يا أبا حازم، لا تشتمني.
قال: ما شتمتك، ولكن أنت شتمت نفسك. أما علمت أن للجار على الجار حقا كحق القرابة يجب؟.
فلما ذهب قال رجل من جلساء سليمان: أتحب أن الناس كلهم مثله؟.
قال سليمان: لا.
93- قال [أبو] يونس: قال أبو الحارث عثمان بن إبراهيم: حدثنا عبد الله بن يحيى، عن أبيه قال:
دخل أبو حازم على سليمان بن عبد الملك بالشام في نفر من العلماء، فقال سليمان: يا أبا حازم، ألك مال؟.
قال: نعم، لي مالان.
قال: ما هما بارك الله لك فيهما؟.
Page 96