Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda
مراقي العزة ومقومات السعادة
Maison d'édition
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
Lieu d'édition
الدمام - السعودية
Genres
رابعًا: في السلام، لا يبدأْه بالسلام؛ لقول النبي ﷺ: «لا تَبدَؤُوا اليهودَ ولا النصارى بالسلام» أخرجه مسلم في صحيحه (^١).
وقال: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: «وعليكم»؛ فالمسلم لا يبدأ الكافر بالسلام، ولكن يرد عليه بقوله: «وعليكم»؛ لقول النبي ﵊: «إذا سلَّم عليكم أهلُ الكتابِ فقولوا: وعليكم»؛ متفَق على صحته (^٢).
هذا من الحقوق المتعلقة بين المسلم والكافر، ومن ذلك أيضًا: حسن الجوار إذا كان جارًا تحسن إليه ولا تؤذيه في جواره، وتتصدق عليه إذا كان فقيرًا؛ تُهدِي إليه، وتنصح له فيما ينفعه؛ لأن هذا مما يسبب رغبته في الإسلام ودخوله فيه، ولأن الجار له حق، قال النبي ﷺ: «ما زال جبريلُ يُوصيني بالجارِ حتى ظننتُ أنه سيُوَرِّثُهُ» متفق على صحته (^٣).
وإذا كان الجار كافرًا كان له حق الجوار، وإذا كان قريبًا وهو كافر صار له حقان: حق الجوار وحق القرابة.
ومن المشروع للمسلم أن يتصدق على جاره الكافر وغيره من الكفار غير المحاربين من غير الزكاة؛ لقول الله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: ٨]، وللحديث الصحيح عن أسماء بنت أبي بكر ﵂: أن أمها وفدت عليها بالمدينة في صُلح الحُديبيَة، وهي مشركةٌ تريد المساعدة، فاستأذنت أسماء النبي ﷺ في ذلك، هل تصلها؟ فقال: «صليها».
_________
(^١) أخرجه مسلم في السلام (٢١٦٧)، وأبو داود في الأدب (٥٢٠٥)، والترمذي في السير (١٦٠٢) من حديث أبي هريرة ﵁.
(^٢) أخرجه البخاري في الاستئذان (٦٢٥٨)، ومسلم في السلام (٢١٦٣)، وأحمد ٣/ ٩٩ (١١٩٤٨) من حديث أنس ﵁.
(^٣) أخرجه البخاري في الأدب (٦٠١٤)، ومسلم في البر والصلة (٢٦٢٤)، وأبو داود في الأدب (٥١٥١)، والترمذي في البر والصلة (١٩٤٢)، وابن ماجه في الأدب (٣٦٧٣) من حديث عائشة ﵂. وأخرجه البخاري في الموضع السابق (٦٠١٥) من حديث عبد الله بن عمر ﵄. وأخرجه الترمذي في الموضع السابق (١٩٤٣) من حديث عبد الله بن عمرو ﵄.
1 / 15