9

La Joie de Walid

مرح الوليد

Genres

رأيتك تبني جاهدا في قطيعتي

ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني

أراك على الباقين تجني ضغينة

فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني

كأني بهم يوما وأكثر قولهم

ألا ليت أنا، حين «يا ليت» لا تغني

ثم ترك البهو فسار خلفه غلاماه، وترك القوم مشدوهين حائرين، فأخذ الزهري يجمع ثيابه ويتهيأ للخروج، وهو يقول: صدق رسول الله: «إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء».

رشد وغي

كان الوليد من أصبح الناس وجها، وأشدهم قوة، وأرقهم طبعا، وأظرفهم حديثا، وكان فارعا متين البناء، يكاد يتفجر منه ماء الشباب، وكان أعظم ما يجتذب إليه النظر عيناه السوداوان الواسعتان اللتان يلتمع منهما وميض وهاج، فيه القوة والعزيمة والشراسة، ثم لا يكاد يظهر هذا الوميض حتى يختفي، وتأخذ مكانه نظرات ذابلة ناعسة ذاهلة، فيها شعر، وفيها خيال، وفيها ما يشبه الذهول. وكان يلبس حلة خضراء من الحرير الدبيقي فوقها جبة بيضاء طرزت حواشيها بالذهب، وتغطي رأسه عمامة من الخز الأحمر، حليت أطرافها بالدر الثمين، ويتقلد عقودا من نفيس الجواهر المتلألئة الباهرة الألوان، كان يغير هذه العقود في اليوم مرارا كما يغير حلله وأثوابه.

قصد الوليد بعد أن ترك من جاءوا لنصحه إلى حجرة فسيحة كان بها جماعة من ندمائه وإخوانه، وكان بينهم أشعب بن جبير مضحكه ومندره ومسليه، وكان أشعب آية زمانه في سرعة البديهة، وتوقد الذكاء، وحسن الحيلة، وإجادة النادرة، وإثارة الضحك من غريب ما يقول، وعجيب ما يفعل.

Page inconnue