قال : «ثم نمت فإذا أنا بقائل قد أخذ بعضادة الباب وهو يقول» :
أنى يكون وليس ذاك بكائن
للمشركين دعائم الإسلام
ومروان سرق المعنى مما قاله مولى لتمام بن معبد بن العباس بن عبد المطلب ، معرضا بعبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله (ص)، فإنه أتى الحسن بن علي (ع)، وقال : أنا مولاك. وكان قديما يكتب لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال مولى تمام :
جحدت بني العباس حق أبيهم
فما كنت في الدعوى كريم العواقب
ومروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة كان يهوديا ، أسلم على يد مروان بن الحكم. وقيل : من سبي اصطخر ، اشتراه عثمان بن عفان ، وولاؤه لمروان. شهد يوم الدار مع مروان ، ولما اصيب مروان بن الحكم ، حمله مولاه ابن أبي حفصة على عاتقه ، وهو يجره ومروان يتأوه ، فيقول له : اسكت ، إن علموا بك قتلت. فأدخله بيت امرأة من عنزة ، وداواه حتى برئ ، فأعتقه مروان ، وشهد معه يوم الجمل ، ومرج راهط (3). وغضب صالح بن عطية الأضجم من بيت مروان (أنى يكون وليس ذاك بكائن)، فاتصل به يخدمه مدة حتى أنس به هو وأهله. حتى إذا مرض ابن أبي حفصة ، كان صالح ممرضا له ، فلما خف من عنده ، وبقي صالح وحده ، وضع يده على حلقه فخنقه حتى مات ومضى عنه ، ولم يشك أهله به (4).
Page 114