203

* كرامة وهداية

وأقبل القوم يزحفون نحوه ، وكان فيهم عبد الله بن حوزة التميمي (2) فصاح : أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحاب الحسين : هذا الحسين فما تريد منه؟ قال : يا حسين ، أبشر بالنار ، قال الحسين : «كذبت ، بل أقدم على رب غفور كريم مطاع شفيع. فمن أنت؟» قال : أنا ابن حوزة. فرفع الحسين يديه حتى بان بياض ابطيه وقال : «اللهم ، حزه إلى النار ، فغضب ابن حوزة وأقحم الفرس إليه وكان بينهما نهر فسقط عنها وعلقت قدمه بالركاب ، وجالت به الفرس وانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي جانبه الآخر معلقا بالركاب ، وأخذت الفرس تضرب به كل حجر وشجر (3)، وألقته في النار المشتعلة في الخندق فاحترق بها ومات. فخر الحسين (ع) ساجدا شاكرا حامدا على إجابة دعائه ، ثم إنه رفع صوته يقول : «اللهم ، إنا أهل بيت نبيك وذريته وقرابته ، فاقصم من ظلمنا وغصبنا حقنا إنك سميع قريب» فقال له : محمد بن الأشعث أي قرابة بينك وبين محمد؟ فقال الحسين : «اللهم إن

Page 230