183

* بنو أسد

واستأذن حبيب بن مظاهر من الحسين أن يأتي بني أسد وكانوا نزولا بالقرب منهم فأذن له ، ولما أتاهم وانتسب لهم عرفوه ، فطلب منهم نصرة ابن بنت رسول الله فإن معه شرف الدنيا والآخرة ، فأجابه تسعون رجلا ، وخرج من الحي رجل أخبر ابن سعد بما صاروا إليه ، فضم إلى الأزرق أربعمئة رجل وعارضوا النفر في الطريق واقتتلوا ، فقتل جماعة من بني أسد وفر من سلم منهم إلى الحي فارتحلوا جميعا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يبغتهم ، ورجع حبيب إلى الحسين وأخبره ، فقال : «لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم» (2).

* اليوم التاسع

ونهض ابن سعد عشية الخميس لتسع خلون من المحرم ، ونادى في عسكره بالزحف نحو الحسين ، وكان (عليه السلام) جالسا أمام بيته محتبيا بسيفه ، وخفق برأسه فرأى رسول الله يقول : انك صائر إلينا عن قريب. وسمعت زينب أصوات الرجال وقالت لأخيها : قد اقترب العدو منا.

فقال لأخيه العباس : «اركب بنفسي أنت (3) حتى تلقاهم ، واسألهم عما

غير خاف ما في هذه الكلمة الذهبية من مغزى دقيق ، ترى الفكر يسف عن مداه وأنى له أن يحلق إلى ذروة الحقيقة من ذات طاهرة تفتدى بنفس الإمام علة الكائنات والفيض الأقدس للممكنات.

Page 210