Le but le plus élevé dans l'explication des significations des Plus Beaux Noms de Dieu

Al-Ghazali d. 505 AH
94

Le but le plus élevé dans l'explication des significations des Plus Beaux Noms de Dieu

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

Chercheur

بسام عبد الوهاب الجابي

Maison d'édition

الجفان والجابي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧ - ١٩٨٧

Lieu d'édition

قبرص

تَنْبِيه الْجَلِيل الْجَمِيل من الْعباد من حسنت صِفَاته الْبَاطِنَة الَّتِي تستلذها الْقُلُوب البصيرة فَأَما جمال الظَّاهِر فنازل الْقدر الْكَرِيم هُوَ الَّذِي إِذا قدر عَفا وَإِذا وعد وفى وَإِذا أعْطى زَاد على مُنْتَهى الرَّجَاء وَلَا يُبَالِي كم أعْطى وَلمن أعْطى وَإِن رفعت حَاجَة إِلَى غَيره لَا يرضى وَإِذا جفي عَاتب وَمَا استقصى وَلَا يضيع من لَاذَ بِهِ والتجأ ويغنيه عَن الْوَسَائِل والشفعاء فَمن اجْتمع لَهُ جَمِيع ذَلِك لَا بالتكلف فَهُوَ الْكَرِيم الْمُطلق وَذَلِكَ لله ﷾ فَقَط تَنْبِيه هَذِه الْخِصَال قد يتجمل العَبْد فِي اكتسابها وَلَكِن فِي بعض الْأُمُور وَمَعَ نوع من التَّكَلُّف فَلذَلِك قد يُوصف بالكريم وَلكنه نَاقص بِالْإِضَافَة إِلَى الْكَرِيم الْمُطلق وَكَيف لَا يُوصف بِهِ العَبْد وَقد قَالَ رَسُول الله ﷺ لَا تَقولُوا للعنب الْكَرم فَإِن الْكَرم هُوَ الرجل الْمُسلم وَقيل إِنَّمَا وصف شَجَرَة الْعِنَب بِالْكَرمِ لِأَنَّهُ لطيف الشَّجَرَة طيب الثَّمَرَة سهل القطاف قريب المتناول سليم عَن الشوك والأسباب المؤذية بِخِلَاف النّخل الرَّقِيب هُوَ الْعَلِيم الحفيظ فَمن رَاعى الشَّيْء حَتَّى لم يغْفل عَنهُ ولاحظه مُلَاحظَة دائمة لَازِمَة لُزُوما لَو عرفه الْمَمْنُوع عَنهُ لما أقدم عَلَيْهِ سمي رقيبا فَكَأَنَّهُ

1 / 117