Le but le plus élevé dans l'explication des significations des Plus Beaux Noms de Dieu

Al-Ghazali d. 505 AH
151

Le but le plus élevé dans l'explication des significations des Plus Beaux Noms de Dieu

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

Chercheur

بسام عبد الوهاب الجابي

Maison d'édition

الجفان والجابي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧ - ١٩٨٧

Lieu d'édition

قبرص

وَإِذا فهمت معنى الِاسْم فاسم كل أحد مَا سمى بِهِ نَفسه أَو سَمَّاهُ بِهِ وليه من أَبِيه أَو سَيّده وَالتَّسْمِيَة أَعنِي وضع الِاسْم تصرف فِي الْمُسَمّى ويستدعي ذَلِك ولَايَة وَالْولَايَة للْإنْسَان على نَفسه أَو على عَبده أَو على وَلَده فَلذَلِك تكون التسميات إِلَى هَؤُلَاءِ وَلذَلِك لَو وضع غير هَؤُلَاءِ اسْما على مُسَمّى رُبمَا أنكرهُ الْمُسَمّى وَغَضب على المسمي وَإِذا لم يكن لنا أَن نسمي إنْسَانا أَي لَا نضع لَهُ اسْما فَكيف نضع لله تَعَالَى اسْما وَكَذَلِكَ أَسمَاء رَسُول الله ﷺ مَعْدُودَة وَقد عدهَا وَقَالَ إِن لي أَسمَاء أَحْمد وَمُحَمّد والمقفي والماحي وَالْعَاقِب وَنَبِي التَّوْبَة وَنَبِي الرَّحْمَة وَنَبِي الملحمة وَلَيْسَ لنا أَن نزيد على ذَلِك فِي معرض التَّسْمِيَة بل فِي معرض الْإِخْبَار عَن وَصفه فَيجوز أَن نقُول إِنَّه عَالم ومرشد ورشيد وهاد وَمَا يجْرِي مجْرَاه كَمَا نقُول لزيد إِنَّه أَبيض طَوِيل لَا فِي معرض التَّسْمِيَة بل فِي معرض الْإِخْبَار عَن وَصفه فَيجوز أَن نقُول إِنَّه عَالم ومرشد ورشيد وهاد وَمَا يجْرِي مجْرَاه كَمَا نقُول لزيد إِنَّه أَبيض وطويل لَا فِي معرض التَّسْمِيَة بل فِي معرض الْإِخْبَار عَن صفته وعَلى الْجُمْلَة فَهَذِهِ مَسْأَلَة فقهية إِذْ هُوَ نظر فِي إِبَاحَة لفظ وتحريمه فَنَقُول أما الدَّلِيل على الْمَنْع من وضع اسْم لله ﷾ هُوَ الْمَنْع من وضع اسْم لرَسُول الله ﷺ لم يسم بِهِ نَفسه وَلَا سَمَّاهُ بِهِ ربه تَعَالَى وَلَا أَبَوَاهُ وَإِذا منع فِي حق الرَّسُول ﷺ بل فِي حق آحَاد الْخلق فَهُوَ فِي حق الله أولى وَهَذَا نوع قِيَاس فقهي تبنى على مثله الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وَأما دَلِيل إِبَاحَة الْوَصْف فَهُوَ أَنه خبر عَن أَمر وَالْخَبَر يَنْقَسِم إِلَى صدق وَكذب وَالشَّرْع قد دلّ على تَحْرِيم الْكَذِب فِي الأَصْل فالكذب حرَام إِلَّا بِعَارِض وَدلّ على إِبَاحَة الصدْق فالصدق حَلَال إِلَّا بِعَارِض وكما أَنه يجوز لنا

1 / 174