Le but le plus élevé dans l'explication des significations des Plus Beaux Noms de Dieu

Al-Ghazali d. 505 AH
128

Le but le plus élevé dans l'explication des significations des Plus Beaux Noms de Dieu

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

Chercheur

بسام عبد الوهاب الجابي

Maison d'édition

الجفان والجابي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧ - ١٩٨٧

Lieu d'édition

قبرص

عُمُوم الصِّفَات دون خَواص الْمعَانِي فهذان قِسْمَانِ وَإِن عَنى بِهِ عينهَا فَلَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون بطرِيق انْتِقَال الصِّفَات من الرب إِلَى العَبْد أَو لَا انْتِقَال فَإِن لم يكن بالانتقال فَلَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون باتحاد ذَات العَبْد بِذَات الرب حَتَّى يكون هُوَ هُوَ فَتكون صِفَاته وَإِمَّا أَن يكون بطرِيق الْحُلُول وَهَذِه أَقسَام ثَلَاثَة وَهُوَ الِانْتِقَال والاتحاد والحلول وقسمان مقدمان فَهَذِهِ خَمْسَة أَقسَام الصَّحِيح مِنْهَا قسم وَاحِد وَهُوَ أَن يثبت للْعَبد من هَذِه الصِّفَات أُمُور تناسبها على الْجُمْلَة وتشاركها فِي الِاسْم وَلَكِن لَا تماثلها مماثلة تَامَّة كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي التَّنْبِيهَات وَأما الْقسم الثَّانِي وَهُوَ أَن يثبت لَهُ أَمْثَالهَا على التَّحْقِيق فمحال فَإِن من جملَته أَن يكون لَهُ علم مُحِيط بِجَمِيعِ المعلومات حَتَّى لَا يعزب عَنهُ ذرة فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَوَات وَأَن يكون لَهُ قدرَة وَاحِدَة تَشْمَل جَمِيع الْمَخْلُوقَات حَتَّى يكون هُوَ بهَا خَالق الأَرْض وَالسَّمَوَات وَمَا بَينهمَا وَكَيف يتَصَوَّر هَذَا لغير الله تَعَالَى وَكَيف يكون العَبْد خَالق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهَا وَهُوَ من جملَة مَا بَينهمَا فَكيف يكون خَالق نَفسه ثمَّ إِن ثبتَتْ هَذِه الصِّفَات لعبدين يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا خَالق صَاحبه فَيكون كل وَاحِد خَالِقًا من خلقه وكل ذَلِك ترهات ومحالات وَأما الْقسم الثَّالِث وَهُوَ انْتِقَال عين صِفَات الربوبية فَهُوَ أَيْضا محَال لِأَن الصِّفَات يَسْتَحِيل مفارقتها للموصوفات وَهَذَا لَا يخْتَص بِالذَّاتِ الْقَدِيمَة بل لَا يتَصَوَّر أَن ينْتَقل عين علم زيد إِلَى عَمْرو بل لَا قيام للصفات إِلَّا بِخُصُوص الموصوفات وَلِأَن الِانْتِقَال يُوجب فرَاغ الْمُنْتَقل عَنهُ فَيُوجب أَن تعرى الذَّات الَّتِي عَنْهَا انْتِقَال الصِّفَات الربوبية فتعرى عَن الربوبية وصفاتها وَذَلِكَ أَيْضا ظَاهر الاستحالة

1 / 151