153

Objectifs de la Protection des Droits de Dieu

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Chercheur

إياد خالد الطباع

Maison d'édition

دار الفكر

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Lieu d'édition

دمشق

وَالطَّرِيق فِي استقامة الِاقْتِدَاء بِمَا اتّفق عَلَيْهِ السّلف الصَّالح فِي أصُول الدّين وفروعه فيتابعه فَلَا يلْزمه سوى ذَلِك وَمِمَّا ينجع فِيهِ أَن الِاعْتِقَاد قد يلتبس بِالْعلمِ فيظن المعتقد الْجَازِم بانه عَارِف عَالم وبمثل هَذَا ضل أَكثر الْمُخْتَلِفين وَيدل على ذَلِك أَن الْإِنْسَان يقطع بالشَّيْء ويجزم بِهِ ثمَّ يظْهر لَهُ بطلَان جزمه لاعتقاد يَعْتَقِدهُ أَو علم يُعلمهُ فالجزم أَن يتَمَسَّك بِالسنةِ الَّتِي درج النَّاس عَلَيْهَا وَأَن لَا يتعداها إِلَى غَيرهَا لما فِي ذَلِك من المخاطرة بِالدّينِ وَمُخَالفَة سيد الْمُرْسلين ﷺ وَالسَّلَف الصَّالِحين ﵃ أَجْمَعِينَ
النَّوْع السَّادِس الاغترار بِالْعبَادَة والزهادة والتقشف وَالصِّيَام وَالْقِيَام وَدَعوى محبَّة الله ﷿ حَتَّى يصعق أحدهم عِنْد ذكره ويتغاشى فِي السماع إيهاما لغَلَبَة الْحبّ عَلَيْهِ
وَمن هَؤُلَاءِ من يتْرك الأهم بِمَا لَيْسَ كَذَلِك ككسب الْحَلَال وتضييع الْعِيَال وَالْخُرُوج لِلْحَجِّ وَالْعمْرَة بِغَيْر زَاد وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا وكل من هَؤُلَاءِ مُعْتَقد أَنه قد أَقَامَ التَّقْوَى على حُدُودهَا وحقوقها وَأَنه قد صَار إِلَى منَازِل الْمُتَّقِينَ الورعين
وَطَرِيقه فِي نفي ذَلِك أَن يعْتَبر اكتسابه وأقواله وأعماله وَجَمِيع أَحْوَاله فَإِذا بحث عَن كَسبه وجده حَرَامًا أَو شُبْهَة فقد تبين لَهُ مجانبة التَّقْوَى فِي مكسبه وَإِذا حج بِغَيْر زَاد زاعما أَنه متوكل على ربه تَعَالَى فليعتبر توكله بِمَا ذَكرْنَاهُ عِنْد ارْتِفَاع الْأَسْبَاب وليعلم أَنه مُخَالف لرَسُول الله ﷺ ولأصحابه فِي تزودهم فِي أسفارهم لِلْحَجِّ وَغَيره
وَإِن ظهر أَن أَقْوَاله وأعماله مُوَافقَة فِي ظَاهرهَا للْكتاب وَالسّنة فَلْينْظر فِي إخلاصها لله ﷿ وليعرضها فِي نَفسه عملا عملا فَإِذا اطلع على تَصنعهُ وريائه زَالَت

1 / 164