145

============================================================

أن تتعدوا الحكم فيه، وتجيزوا بأن المبدع صنع في شيء غير مصنوع، وإن لم تشاهدوا صانعا صنع في غير شيء مصنوع. جاز لخصومكم أن يتعدوا الحكم في الآخر،.

[108] فيحيزوا بأن المبدع أبدع العالم لا من شيء وإن كنتم لم تشاهدوا .- صانعا صنع شيئا لا من شيء، حذو القدة بالقدة.

ويقال لهم: ليس إبداع الصور الكثيرة في مادة أزلية بأقل عحبا من إبداع مادة مع صورها،1 لا من شيء، لأن الصانع إنما يمكنه اختراغ الصور في موادها المحانسة لها من أجل وجود الصور في مواه أخر [أو أخرى] سابقة على ما يخترعه. فإن جاز أن يكون صانع1 يخترع صورا ليس لها، ولا لأمثالها ولا لأشكالها وجود في مواد أخر [أو أخرى]، وإن كنتم لم تشاهدوا صانعا يخترع صورا إلا والصور الكثيرة سابقة على ما يخترعه بالوجود. جاز أن يكون صانع يخترع مادة مع صورها لا من شيء. فاعرفه.

وإذا وضعلت] هيولى أزليلة] مع المبدع، معراة من الصور مدة غير متناهية، ثم أحدث المبدغ فيهاا] صورا يحتاج فيه إلى علة واضحة بأن، لم غفل الصانع عن إحداث الصور في هذه المدة الغير المتناهية إلى علة أخرى، بأن لم أحدث الصانع في هذه الصور حين أحدث؟ فإن قال قائل: لإنه أراد في هذا الوقت، ولم يرد قبله. يقال له: إن الإرادة لا تقوم وحدها مقام العلل إذ كانت المادة سابقة على الإرادة، بل تحتاج الإرادة إلى علة سابقة عليه. فإما إذا كانلت] الإرادة، سابقة على الأيسيات، والأيسيات متأخرة عنها، قامت مقام العلل في أن المبدع بإرادة أبدع [109] جميع الأيسيات. وبطل طلب المادة للارادة، إذا لم يسبقها شيء من الأيسيات، وتقوم مقام علة سابقة عليه. فاعرفه.

ويقال لهم: لم هيولى الأشياء الروحانية ألطف من هيولى الأشياء الجسمانية؟

كما في حاشية هس:[ظنا، وفي المعن وز: بصورها.

زة صانعا.

3 كمافي و، وفي ه: علمة.

، كما في ز، وفي ه: لرادة.

Page 145