============================================================
فإن قال قائل: إن الوهم لا يسبق إلى أن يكون الأمرا ما تفرد في شيء لم يسبقه شيء. فإما أن تستدلوا عليه من الشواهد،2 أو تنفوه عن الغائب. قيل له: الاستدلال بالشاهد غير ممكن من نفس المأمور بعكوفه عليه. فلم يفارقه لتبقى إنية المأمور، والمجاوزة" عن المأمور الذي قام هذا الأمر أبعذ من الإمكان، إذ ليس وراء المأمور شاهد يستدل به. ونفي هذا الأمر من يقدر4 بالاستدلال عليه، وعلى تشبيهه، بعد نفي الأزلية عن هذا العالم، وعن هيولاه أقرب إلى الامتناع. ألا ترى، أن حرفي كن } الذي هو "الأمر،" كيف دخلا في حروف {فيكون)1 الذي هو [79] المأمور، ليكون ذلك علامة على الأمر3 الذي [هو] غايته وفايتة، إذ خاتمة حروف {فيكون بالنون الذي هو آخر حرفي {كن . ولا يقع السؤال عما وراء المأمور في كيفية الاستدلال على نفس الأمر . فاعرفه.
ومن تفكر في خلق السماوات والأرض، وما بينهما من المواليد العحسيبة، وما فيهما من الأجرام المضيية الموضوعة في أقدار وقسي وأوتار غير مساوية، علم أن تصوير الآلات وتقدير الفكر لا يمكن نقش مثلها. إذ تصوير الآلات وتقدير الفكر مرهونتان10 في وجود ما هو أضعاف ما يقع اكما في ز، وهو ناقص في ه ، ز: الشاهد.
3 حاشية ز: [في نسخة] : المحافظة.
كما صتح في حاشية ه. في ز وه قبل التصحيح: جهة.
ه كما في ز، وفي ه: تشييههم.
د كمافي ز، وفي ه: هيولاها.
2اقتباس من القرآن الكريم، وقد حاء في سور عدة مثل سورة البقرة 2: 117 : (بديع السملوت والأرض وإذا قضى أمرا فأئما يقول له، كن فيكون)).
" الأمر : كما في ز وحاشية ه وهي رواية ظتية. في ه: المأمور . وفي ز: علامة والأمر على المأمور.
كما في ز، وفي ه: خاتمه.
10 كما ي ز. في ه: من هويتان.
Page 113