ومثل هذا الكلام العامي هو بعض الآراء الشرقية الأصلية بشأن المرأة، وأنها إنسان شرير بطبيعته، خبيث ماكر بنشأته، بل إنها إنسان حقير عند المقارنة بالرجل، وبعض هذه الآراء كان سائدا في أوروبا إلى وقت قريب، ولكن الحضارة ألغت الرق الذي كان يسود الشرق والغرب معا حتى منتصف القرن الماضي.
وإلى وقت قريب كانت المرأة الأوروبية تحرم التصرف حتى في ممتلكاتها الموروثة عن والديها، ويترك التصرف لزوجها وحده.
ولكن الحضارة هذبتنا، فأصبحنا نقول بالمساواة بين الجنسين، كما نجد ذلك في الحقوق الدستورية والمدنية وسائر الحقوق، ومن العار أن تبقى عندنا هذه العادة القديمة التي تفسد علاقاتنا الزوجية وتتعس الزوجات وتحرمهن حقا يستمتع به الرجال.
جحا العاقل وجحا المغفل
لا يخلو أدب من فكاهة.
وليست الفكاهة سوى النقد الملتوي، النقد الشرز، الذي ينظر في غير مواجهة، إما حياء وإما خوفا، ليقول الكلمة الحاسمة أو المشككة التي تجعلنا نقف ونتردد وقد نغير رأينا السابق إلى رأي جديد.
الفكاهة هي نقد مع الابتسامة الساخرة، وقد نضحك بل أحيانا نقهقه، بدلا من أن نبتسم.
والفكاهة هي في كل حال حالة تفريج؛ ذلك لأننا نثور بها على العقيدة العامة بشأن الأشياء والناس.
واعتقادي أن الرجل الذي يرضى عن نفسه ووسطه، ولا يجد في نفسه كظما أو غيظا، لا يعرف قيمة الفكاهة؛ لأنه لا يحتاج إلى التفريج، والبرهان على هذا أننا نجد فكاهة ينطق بها أحدنا أمام خمسة أو ستة من الأشخاص، فيضحك أحدهم في قهقهة عالية، ويسخر ثانيهم في ابتسامة صامتة، وينفر ثالثهم كأنه سمع عجرا، ويعجز الرابع عن فهمها، ويصمت الخامس متعجبا من حكمتها.
وهذا الاختلاف يدل على اختلاف نفسي وتفاوت في النظرة العامة وفي الآراء الاجتماعية، ونحن حين نضحك من الفكاهة إنما نفرج بها عن ضيق شخصي، ونجد في هذا التفريج ما يشبه الانتقام أو الثأر من حال لا نطيقها قد فرضها علينا المجتمع، ولذلك نستطيع أن نقول: إن للفكاهة الحسنة قيمة علاجية أو دوائية للنفس الكاظمة، وأية نفس لا تكظم؟
Page inconnue