فلما فرغ الحكيم من تلخيص هذه الأشياء، حد الحس فقال ان الحس هو [أن يكون] الكائن بالقوة [التى] من النوع الثانى، 〈الكائن〉 شبه المحسوس 〈بالفعل〉، فاذا انفعل الحس من المحسوس، صار شبهه 〈بالفعل〉 وصار حسا بالفعل. وانما عنى الحكيم بالانفعال هاهنا المعنى الثانى، أقول الانتقال الكائن بغير استحالة ولا تحرك ولا خروج من حال الى حال الحافظ لذاته، الصاعد الذاهب الى تمامه وكماله.
فقد استبان الآن وصح بأقاويل مضطرة 〈مقنعة〉 أن الحس هو الكائن بالقوة الثانية، المنفعل المؤثر 〈فيه〉 الذاهب الى الفعل من المحسوس بلا استحالة ولا حركة البتة.
Page 194