وذلك أنه لو كان من الممكن فى كل جسم مما هاهنا أن يكون مشاركا للنفس والعقل، لقد كان كل ما يتكون عن الطبيعة ذا عقل. ولاكن لما كان ذلك غير ممكن، 〈فانما كان بعض الأجسام مشاركة للنفس والعقل〉. وذلك أنا لسنا نرى ولا فيما يكون عن الصناع أيضا أن كون الشىء من أى مادة اتفق من الأشياء الممكنة، من قبل أنه قد يحتاج الأجسام، لكيما يتم ما هو أفضل القابلة للموت الذى هو الانسان، الى تنقية كثيرة وتصفية ونفض.
وذلك أن هذا هو السبب فى أن يكون الانسان تتفاضل أحواله فى وقت دون وقت وأن يكون الناس بعضهم أطبع من بعض وأجود قريحة وتهيؤا وبعضهم فى ذلك أسوأ حالا من بعض وبعضهم فى قرائحهم أشد تخلفا وبعضهم أشد تقدما.
Page 85