وسد عليك وجوه الطلب
ولم يزل هذا دأبه ودأبي، حتى نلت ما رمت بفضل ربي، فقال الخليع: أنت يا رب السعادة، في عصرك أهل للحسنى وزيادة؛ لأنك ملكت فعدلت، وعن مكارم الأخلاق ما عدلت.
فاسلم ودم في صفا عيش وفي ترف
ففي بقائك ما يسلي عن السلف
فأنت للمجد روح والورى جسد
وأنت در فلا تأسى على الصدف
وكان ابن الصريع قد ناهز الستين من الأعوام، وعرف بلغات كثير من الأقوام، فآثر الإقامة مع الملك في بلده، على الرجوع إلى أهله وولده.
إن كان لا بد من أهل ومن وطن
فحيث آمن من ألقى ويأمنني
وعاش في خدمته عشرين سنة، مرت كأنها لقصرها سنة، ولما مات هذا النديم، الذي كان أصدق خديم، شيعه الملك مع أرباب دولته إلى لحده، واحتفل بمأتمه وبكى على فراقه وفقده، ولم يعش بعده سوى ثلاث سنوات، كان عليه في أثنائه بادي الحسرات.
Page inconnue