يصد ذوو القربى ويجفو المؤالف
لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي
أرجي لإسرافي فإني تالف
وعما قليل وصل به هذا الصندل الخفيف، عند صفاء الجو وسكون البحر إلى رصيف، تحت سفح جبل سهل الانحدار، فصعد عليه فورا بدون انتظار، وكانت الشمس قد طلعت، وعن الأرض بمقدار رمحين ارتفعت، فصبر حتى جفت أثوابه، واستراح وعاد إليه صوابه، ثم استوى قائما على قدميه، وبسط نحو السماء يديه، وقال وقد زال عنه التعب، وتخلصت رجله من ربقة العطب:
لك الحمد إذ أنقذتني دون رفقتي
من الموت بين الموج في ظلمة البحر
ونجيتني وحدي وقد كنت يائسا
بلطفك يا ربي سريعا إلى البر
وبعد ذلك التفت إلى جهة اليمين على عجل، وأخذ في السير بلا توان ولا مهل، فوصل قبل العصر، إلى مرج نضير فيه نهر، فجلس على حافته واضطجع، وقد ذهب عنه الروع والفزع، وصبر حتى إذا ما خف عنه النصب، وتوضأ وصلى ما عليه وجب، اقتطف من بعض الأشجار، ما سد خلته من الأثمار، وقال وهو يجول في أكنافه، ويسرح طرفه في أطرافه:
إذا ما الدهر بيتني بجيش
Page inconnue